آبل أنهت شراكة استمرت 15 عامًا مع إنتل
11-11-2020 11:29 PM
عمون - أعلنت شركة آبل الثلاثاء، عن ثلاثة أجهزة حواسيب جديدة من فئة ماك تعمل عبر شريحة M1 من آبل بدلاً من معالجات إنتل: هي MacBook Air و MacBook Pro و Mac Mini.
ويمثل إعلان الأمس نهاية لشراكة استمرت 15 عامًا، حيث شغّلت معالجات إنتل أجهزة الحاسب المحمولة والمكتبية من آبل، بالإضافة إلى أنه يمثل تحولًا كبيرًا في صناعة أشباه الموصلات.
ووفقًا لتقديرات شركة أبحاث السوق (جارتنر) Gartner، فإن آبل هي شركة تصنيع أجهزة الحاسب الشخصية الرابعة عالميًا، لذا فإن خطتها لاستخدام رقاقاتها الخاصة في مجموعتها الكاملة من أجهزة الحاسب المحمولة والمكتبية تُعد بمثابة ضربة لشركة إنتل.
وقالت إنتل في بيان: نعتقد أن أجهزة الحاسب العاملة بمعالجات إنتل، مثل معالجات Intel Core المحمولة من الجيل الحادي عشر، توفر للعملاء العالميين أفضل تجربة في المجالات التي يقدرونها أكثر، فضلاً عن كونها المنصة الأكثر انفتاحًا للمطورين.
وتعتمد رقاقات آبل على تقنية ARM، بدلاً من بنية x86 التي تستخدمها رقاقات إنتل، وتم تصميم تقنية ARM في الأصل للأجهزة المحمولة، بحيث إن الرقاقات المبنية بتصميمات ARM أكثر كفاءة، مما يؤدي إلى إطالة عمر البطارية.
وفي ما يلي ملخص لأسباب قيام آبل بهذه الخطوة:
إستراتيجية آبل لامتلاك التقنيات الأساسية:
لدى الشركة إستراتيجية طويلة الأجل لامتلاك التقنيات الأساسية التي تقف وراء المنتجات التي تصنعها وللتحكم فيها، وبالنسبة لشركة أجهزة الحاسب، هناك القليل من التقنيات الأقل أهمية من معالجات السيليكون التي تشغّل الحواسيب.
واستثمرت آبل بكثافة في قسم السيليكون، ومن ضمنها عمليات الشراء الكبرى، مثل شراء شركة PA Semi في عام 2008 بقيمة 278 مليون دولار، وشراء جزء من أعمال المودم الخاصة بشركة إنتل في عام 2019 مقابل مليار دولار.
وكانت الشركة تبني شرائح A-series لأجهزة آيفون وآيباد وساعاتها الذكية منذ عام 2010، وهي تقدم الآن التقنية نفسها بشكل أساسي إلى أجهزة الحاسب المحمولة والمكتبية، مما يعني أن جميع أجهزة حواسيب آبل تعمل بشكل أساسي عبر الإطار نفسه.
وتتوافق شريحة Apple Silicon مع الهدف الإستراتيجي لشركة آبل للتحكم في مجموعة كاملة، بحيث تمتلك الآن كل شيء في مجال الحوسبة من السيليكون إلى البرنامج إلى كيفية تحريك المستخدم للفأرة.
ويساعد التحكم في التقنيات الخاصة بها على دمج منتجاتها بشكل أعمق، ويعني هذا أيضًا أنها تدير جدولها الزمني – حيث يستغرق تطوير الرقاقات 3 سنوات – ولديها سيطرة أكبر على التكاليف.
وتعتقد شركة آبل أن بإمكانها الابتكار بشكل أسرع من نموذج الأعمال القياسي لشركة إنتل وكوالكوم.
تخلف إنتل في التصنيع:
تتخلف إنتل من حيث التصنيع، حيث إن شريحة M1 في أجهزة ماك الجديدة تستخدم تقنية التصنيع 5 نانومتر بالمقارنة مع تقنية التصنيع 10 نانومتر من إنتل.
وكلما زاد عدد الترانزستورات التي يمكن لشركة صناعة الرقاقات إضافتها في المساحة نفسها، زادت كفاءة الشريحة، وتشحن إنتل في الوقت الحالي الرقاقات مع ترانزستورات 10 نانومتر فقط.
وتشتهر إنتل بالسيطرة على مصانعها الخاصة حول العالم، مقارنة بشركة آبل، التي تتعاقد مع شركات في آسيا لتصنيع الرقاقات وفقًا لمواصفاتها الخاصة، لكن TSMC، شريك آبل في تصنيع الرقاقات، يمكنه صنع رقاقات 5 نانومتر بينما لا تستطيع إنتل ذلك.
وواجهت إنتل بعض التحديات على مدى العامين الماضيين على جانب التصنيع، وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنتل في وقت سابق من هذا العام: إنه يفكر في الاستعانة بمصادر خارجية في التصنيع، مثل ما تفعله آبل.
وفي ظل التحديات التي واجهتها إنتل في الانتقال إلى 10 نانومتر و 7 نانومتر، فقد انطلقت الشركات الأخرى، مثل TSMC وسامسونج، بقوة أكبر عبر استحواذها على إحدى المزايا الرئيسية لشركة إنتل.
حواسيب محمولة تعمل مثل الهواتف:
أوضحت آبل أن حواسيب ماك برقاقات M1 هي منتجات أفضل من النماذج القديمة، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن آبل تدعي أن رقاقتها توفر أداءً أفضل وعمرًا أطول للبطارية؛ مما يمكنها تحقيقه باستخدام رقاقات إنتل.
ومن الواضح أن أجهزة ماك الجديدة ستعمل على تحسين عمر البطارية، حيث جرى استخدام رقاقات آبل السابقة في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، المتضمنة بطاريات أصغر بكثير.
وأكدت الشركة خلال حدث الإطلاق يوم أمس كيف تقوم بشكل أساسي بتقييم الرقاقات عبر الأداء لكل واط، وليس الأداء الخام.
وبحسب الشركة، يمكن لجهاز MacBook Air الاستمرار في العمل لمدة 15 ساعة من تصفح الويب عبر شحنة واحدة، أي إن هناك زيادة بنسبة 30 في المئة تقريبًا في عمر البطارية بالمقارنة مع عمر البطارية المعلن عنه للنموذج السابق العامل بمعالج إنتل.
وقالت آبل: إن أجهزة ماك الجديدة تعمل أيضًا مثل الهواتف أو الأجهزة اللوحية، مع ميزات، مثل القدرة على الاستيقاظ من النوم فورًا.
ويمكن لأجهزة ماك الجديدة تشغيل تطبيقات آيفون، لكن يكاد يكون من المستحيل قياس أداء شريحة M1 الجديدة؛ لأن الشركة لم تقدم أي دليل تفصيلي على أي من ادعاءات الأداء المقدمة.
ولم تتوقف آبل عن بيع أجهزة الحاسب المحمولة العاملة بمعالجات إنتل، ولا تزال أجهزة الحاسب المحمولة المتطورة الخاصة بها تعتمد على إنتل، مما يشير إلى أنه لا تزال هناك مزايا أداء لبعض رقاقات إنتل.