هكذا كان الحال إذن، وأثبت الأردنيون في المدن والقرى والأرياف أنّهم محل الرهان وعلى قدر ثقة قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني بهم، فهبّوا ولبّوا نداء الواجب الوطني ولم يتقاعسوا ولم يخيّبوا الظنّ لأنّ معدنهم نبيل وأخلاقهم أصيلة ولأنهم خير من يكون في الشدائد وخير من يصمّ أذنيه إلا عن صوت الحق والضمير فنحن شعب لا يؤتيّن من قبلنا ولا خلفنا وظاهرين بعون الله على من حاول أو يحاول النيل منا أو يسعى لتفرقتنا وتشتّتنا وإبعادنا عن محراب وطننا وقيمنا وأخلاقنا التي ندور في رحاها ولا نقبل بغيرها بديلا.
انتخابات نيابية ناجحة بكل المقاييس والقراءات الموضوعية التي تزن الأمور في إطارها العقلاني الراجح، وأيًّا كانت النسبة وقد تجاوز عدد الناخبين المليون وربع فإن الوطن قد فاز فوزًا مبينا وقد أجرى انتخابات أفرزت مجلسا نيابيا سيدخل التاريخ وقد جاء في ظل جائحة كورونا التي وضعت كافة الدول مقدراتها وإمكاناتها لمكافحتها إلا نحن وإن فعلنا ذلك وكانت وما زالت صحة الناس هي أولوية مطلقة بيد أننا صنعنا الفرق وأحدثنا ما لم يحدثه الكثيرون فجرت الانتخابات في الوقت الذي حدده جلالة الملك منذ مطلع العام الجاري عندما حسم امر هذا الملف الديمقراطي الحيوي الهام وأعلنها على الملأ صراحة أن الانتخابات قبيل نهاية العام وهكذا كان.
العاشر من تشرين الثاني الجاري، كان يوما أراده جلالة الملك والمواطنين أن يكون مميزا واستثنائيا يؤكد فرادتهم وتميزهم وأنهم خطوا إنجازات وعززوا مكتسبات التنمية الشاملة وكانوا مثالا في الالتزام بقواعد الصحة والسلامة العامة التي قررتها الهيئة المستقلة التي وضعت توجيهات جلالة الملك بالحفاظ على صحة المواطن في مقدمة أولوياتها، ففعلت ذلك وذهب الناخبون شيبا وشبانا ورجالا ونساء إلى صناديق الاقتراع وهم واثقون أنهم سيمنحون أصواتهم للذي يستحق أن ينال شرف خدمة الوطن في واحدة من أشد مراحل عمر المملكة دقة وزخما بالتحديات الجسام التي تحتاج لوثبة غير اعتيادية ليتخطى الوطن آثارها رافعا رأسه كما كان على الدوام.
إذن، انتخب الناس وفاز الوطن وكانت الانتخابات حرة نزيهة وموضوعية وشفافة، وكما أراد لها الملك أن تكون وليس كما حاول المغرضون أن يرسموا لونا قاتما للصورة فراحوا تارة يلوّحون بأنها لن تُجرى وأن تأجيلها قبيل إجرائها بيوم واحد مسألة وقت ليس إلّا، وتارة استمرأ البعض أن يربطها بنتائج الانتخابات الامريكية إلى أن جاء الموعد الحاسم والمقرر ففتحت الصناديق وراح المراقبون من بعيد يلملمون خيبتهم وشكوكهم وافتراءاتهم التي يعلم أصحابها أنها لن تزيد الوطن والأردنيون إلا عزما ومضاء وقوة وإرادة.
شكرا لجلالة الملك الذي يضع بلدنا دوما في طليعة الدول ووشكرا لكل مواطن انتخب ومارس حقه الدستوري، ولله الحمد أننا كلنا شركاء في صياغة مستقبل فترة قادمة من مسيرة الدولة بهمّة ملك لا يعرف الكلل ولا الملل، والله الموفق.