للنجاح بالنيابة طعم ولون ورائحة خاصة، سيما عندما يكون بعد تعب وعناء وكد وكفاح وجهود وعطاء، فالنجاح بعد ذلك كله فيه لذة ورضا وقناعة ﻷنه ليس بهدية بقدر ما هو إستحقاق؛ والنجاح بالنيابة في الأردن يأتي بعد عناء وصراعاتها جبهات عدة منها المناطقية والعشائرية والحزبية والفردية والقطاعية وأشياء أخرى؛ والنجاح تتويج لمرحلة مليئة بالتخطيط والمتابعة والتنفيذ على سبيل جمع الأصوات الإنتخابية والتي يتعرّض المترشح من خلالها للعديد من محطات المد والجزر للوصول للغاية لذروة سنام العملية الإنتخابية:
1. أبارك من قلبي لكل النواب الناجحين في المجلس التاسع عشر، وأرجو التوفيق لمن لم يحالفهم الحظ في النجاح، وإن شاء الله تعالى يكون النجاح حليفهم في المرات القادمة؛ فالروح الرياضية وتقبّل النتائج جلّ مهم في هده المرحلة ليسدل الستار عليها صوب مرحلة العمل تحت القبة في التشريع والرقابة والمساءلة.
2. طعم النجاح نكهته خاصة عندما يكون بإرادة الناس الذين أحبوا صاحب النجاح ﻷن في ذلك نوع من الشكر والتقدير له؛ وربما الوفاء هي أجمل الصفات الإنسانية التي تربط المترشح بالناخبين؛ ومن أحبه الناس أحبه الله تعالى.
3. طعم النجاح مختلف جداً عندما يكون بعد معاناة وبإرادة الناس الذين تعايش معهم صاحب النجاح وتطلع لخدمتهم؛ فهذا خيار الشعب والقاعدة الإنتخابية التي قررت من خلال إفرازات صناديق الإقتراع للناس الذين أدلوا بأصواتهم؛ ولا يحق لمن تقاعس بالإدلاء بصوته أن ينتقد مخرجات العملية الإنتخابية أنّى كانت لأن التردد في المشاركة لا تنمّ عن المواطنة الصالحة البتة.
4. طعم النجاح غير عندما يكون لبذرة الخير ويشكل اﻹنسان الناجح قصة نجاح حقيقية على اﻷرض ومسيرة تراكمية في اﻹنجاز ومن رحم المعاناة وحل مشاكل الناس ومعضلاتهم؛ فقصة النجاح هذه لم تكن وليدة الصدفة أو اللحظة لكنها جهد متواصل مبنية على خبرات تراكمية حصلت فيها الكثير من الصعوبات والتحديات التي تم تجاوزها على سبيل خدمة الناس من القلب بأيادي بيضاء دونما منّة أو شوفيّة.
5. طعم النجاح غير عندما يشعر صاحبه بالمسؤولية والتشاركية تجاه من صنعوا له هذا النجاح على اﻷرض، ويشعر بالتنافسية الشريفة تجاه من نافسوه؛ فالنتائج دوماً يُغبط عليها منجزوها على سبيل التكريم والفرح؛ لأن التنافسية تخلق الرجال وتصنع قصص النجاح النوعية.
6. اﻹيجابيون يصفقوا للناجح ﻷنهم بذرة خير في المجتمع، بيد أن السلبيين وأعداء النجاح والعدوانيين وزارعي الفتنة -وهم قلة- يموتون بقهرهم، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين! فلنكن جميعاً إيجابيون لنقف لجانب الناجح حتى وإن كان منافسنا أو على نقيض من رؤيتنا أو سياستنا.
7. نتطلع ﻷن يغبط الناس بعضهم بعضاً لا أن يشمتوا ببعضهم أو يمكروا لبعضهم أو يحسدوا أو يحقدوا على بعضهم، فمطلوب اﻹيجابية والفرح للنجاح؛ وربما بعض هذه الممارسات نجدها على الأرض في المجتمع العشائري والممتد إجتماعياً؛ فالمفروض أن تكون الإيجابية عنوان المرحلة.
8. مباركاتنا كلها للوطن ولقائد مسيرتنا المظفرة جلالة الملك المعزز ولأجهزتها الأمنية وجيشنا البطل وللأردنيين كافة بنجاح المسيرة الديمقراطية وخريطة الطريق اﻹصلاحية ضمن نجاحات الدولة اﻷردنية وسط إقليم ملتهب؛ والمباركة موصولة للهيئة المستقلة للإنتخاب والتي أبدعت في إستكمال إجراءات العرس الديمقراطي.
بصراحة: النجاح مسيرة والمطلوب أن يغبط الناس بعضهم عليه لا أن يضيرهم، والنجاح تحدي في ذات الوقت للصعود والمضي قدماً في مسيرة اﻹنجاز، والنجاح تطلّع للأمام دون مثبّطات؛ والنجاح تتويج لمرحلة كد وتعب وإصرار وعزيمة وجهد؛ فألف مبارك لكل إنسان ناجح، وللأمام.
صباح النجاح والفرحة