ها وقد فاز جوزيف بايدن في سباق الانتخابات الامريكية، تلك التي شغلت العالم بأسره هذا الأسبوع، كان السباق هذه المرّة تاريخيا إن كان بشدة وقوة الصراع أو حتى بنسب التصويت القياسية هذه المرّة، البعض يشكك في النتيجة معتبرين أن التصويت والنتائج قد تم التلاعب بها خصوصا من هم في معسكر الرئيس السابق دونالد ترامب والبعض الآخر يراها نزيهة لم يتم التشويش والعبث فيها وهذه الفئة هي من تقف في معسكر الديموقراطيين وممثلهم جوزيف بايدن.
السؤال الآن ماذا يعني فوز جو بايدن ؟
على الصعيد الداخلي يرى كثر خصوصا من هم ضده بأنّه سيعمل على اغلاق البلاد لمواجهة تحديات فيروس كورونا الامر الذي رفضه بشكل قاطع منافسه ترامب لما لهذه الخطوة من اثآر مدمّرة على الاقتصاد، وداخليا أيضا يتأمل مناصروه أن يخفف ولو قليلا من خطاب العنصرية الداخلية والخارجية الذي عززه ترامب بتصريحاته وقراراته طيلة فترة رئاسته وبين المعسكرين يتأمل العالم أن يتعلم بايدن من اخطاء ترامب على أمل ألّا يكررها في عهده.
ما سنفتقده في عهد بايدن هو أسلوب الصراحة في السياسة الامريكية التي اعتدنا عليها طيلة فترة ترامب، فترامب كان صريحا الى الحد الذي يراها البعض وقاحة وعنهجية سياسية، فكثيرا ما يراه يطلب الدعم المادي من هنا ويجبر بعض الدول على الدفع هناك هذا عدى عن قطعه المساعدات لبعض المنظمات والدول كنوع من الضغط لتنفيذ قراراته.
من خلال النظر في مسيرة وخطة بايدن وبرنامجه الانتخابي سنرى بأن هذا الرئيس سيكون دبلوماسيا في قراراته خصوصا في تلك التي تخصّ الاقليات في بلاده ومتعاطفا مع من هاجمهم ترامب مرارا وهم المسلمون وبعض الدول المجاورة للولايات المتحدة وحتى الدول الافريقية، فبايدن على ما يبدو هو خليط من ترامب واوباما معا.
لن يواجه بايدن صعوبات او حتى معارضة شديدة إن اتخذ خطوات او قرارات في عالمنا العربي، فترامب كان قد فرش طريق القرارات الانعطافية قبل أن يغادر البيت الابيض فاختتم رحلته في البيت الابيض بابرام خطط سلام بين اسرائيل والدول العربية كانت لتكون حساسة لبعض القادة الأمريكيين في السابق لكنها توافقت مع شخصية ترامب الغريبة اللامبالية لأي تبعات سوى المصلحة الامريكية والإسرائيلية.
لذا على ما يبدو ستكون فترة بايدن الرئاسية هادئة بعض الشي اذا ما قورنت بالفترة التي تولاها ترامب، فبايدن قريب من المسلمين وتراه كثيرا ما يتودد لهم وكأنه يبشرهم بصفحة جديدة سيفتتحها اذا ما استلم مفاتيح البيت الابيض، الامر الذي يجب أن يدرسه حكامنا العرب بتروي لتفادي التجاوزات التي كان يقوم بها ترامب و القرارات الجائرة التي طبقها فترة توليه .