السديري: السلام خياراُ استراتيجياً سعوديا ً
السفير الدكتور موفق العجلوني
10-11-2020 10:16 AM
رداَ على المغرضين والذين يصطادون في الماء العكر وإطلاق الشائعات بين الفينة والأخرى والذين لا يتمنون الخير والنماء والازدهار والاستقرار للمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية والشعبين الشقيقين، وان هناك دولاً وجهات متطرفة في المنطقة للأسف لها مشاريع تخريبية، ولا تريد أن تنعم المنطقة بالسلام والازدهار والنماء والرخاء. وتريد أن تبقى هذه المنطقة منطقة حروب، وقلاقل وإرهاب وتخريب وفوضى ورفع مستوى الفقر، وتعمل على رفع مستوى البطالة، وتهديد الدول العربية واقتصادها ومواردها، وتسعى هذه الجهات ايضاً جاهدة لتدمير أهم موارد الدول العربية وهم الشباب، الشباب الذي مل الحروب والشعارات الجوفاء.
وبالتالي فقد أشار سعادة السفير السعودي السيد نايف السديري الى المعطيات التالية رداً على أصحاب الاجندة المغرضة:
العلاقات الأردنية السعودية هي علاقات متجذرة على مستوى القيادة والشعبين الشقيقين، العلاقات الأردنية السعودية علاقات متجذرة، وتاريخية، ومميزة، قائمة على قاعدة صلبة، قوامها وحدة الموقف ووحدة المصير، والأمن الوطني المشترك، وأمن المملكة الأردنية الهاشمية من أمن المملكة العربية السعودية، والعكس صحيح.
الروابط الحيوية والاستراتيجية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، في الملفات كافة، سواء أكانت على المستويات الاقتصادية أو الاجتماعية والروابط الأسرية، أو حتى في ملفات الصحة والتنمية والزراعة وسوق العمل وغيرها، والتنسيق الحي قائم بين الدولتين على أعلى المستويات.
حجم التبادلات التجارية والاعتماد المتبادل بين البلدين الشقيقين قد وصل هذا العام إلى أرقام تاريخية وغير مسبوقة رغم جائحة كورونا التي ألمت بالعالم.
كافة الاتفاقيات التي أبرمتها بعض الدول العربية لم تكن لتبرمها إلا لاعتقادها بأن تلك الاتفاقيات تعود بالنفع على القضية الفلسطينية.
تؤكد المملكة العربية السعودية التزامها بالسلام خياراُ استراتيجياً، واستناد الى مبادرة السلام العربية، والقرارات الدولية ذات الصلة، كما تؤكد حرصها واهتمامها بكل ما من شأنه الحفاظ على وحدة وسلامة وسيادة الأراضي العربية، وعدم قبولها بأي مساس يهدد استقرار المنطقة، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل، وبالتأكيد فإن لكل دولة حقها السيادي الكامل في اتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات تحقق لها ما ترى أن فيه مصلحتها الوطنية.
ساهمت المملكة العربية السعودية في تقديم العديد من المبادرات لحل القضية الفلسطينية، وكان أبرزها مبادرة الملك فهد للسلام التي قُدمت في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في فاس بالمغرب عام 1982م والتي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام والتي كانت الأساس في قيام مؤتمرات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أوسلو، ومدريد، وكامب ديفيد، وكذلك مبادرة الملك عبدالله للسلام والتي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، والتي تدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م، وفق قرار مجلس الأمن 338 و 424 ، وإلى قبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وذلك مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل.
تؤكد المملكة العربية السعودية التزامها بالسلام خياراً استراتيجياً، جنباً إلى جنب مع حرص المملكة على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، وعدم قبولها بأي مساس يهدد أمن واستقرار المنطقة.
رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ٢٠٣٠ هي رؤية عظيمة. هذه الرؤية ونتاجها ليست حكراً على المملكة العربية السعودية وشعب المملكة العربية السعودية، بل يمتد أثرها لبقية الدول والشقيقة اولاً والدول الصديقة ثانياً.
و لا بد في هذا المقام الا ان اشيد بالدور الرائد لسعادة السفير السعودي السيد نايف السديري على دوره في تعزيز العلاقات الأردنية السعودية و في دحض كافة الادعاءات الباطلة التي تحاول بعض الأطراف المغرضة الاصطياد في الماء العكر و التشويش على الجهود المبذولة من قبل القيادات العربية لتوحيد الصف العربي في مجابهة التحديات التي تواجه المنطقة ، علاوة على رؤية الشباب اليوم و التي هي أكثر عقلانية وواقعية، ولا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تصبح في مقدمة الدول المتقدمة، و تنعم بالأمن و السلام إلا بسياسة عقلانية واقعية حكيمة تضع السلام العادل خيارها الاستراتيجي ، و خاصة بما يتعلق بعملية السلام ووصول الفلسطينيين الى حقوقهم المشروعة و على رأسها إقامة دولتهم المستقلة و عاصمتها القدس الشرقية ، و انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة استناداً الى القرارات الدولية و المبادرات العربية . وخاصة بوجود إدارة أميركية جديدة برئاسة الرئيس المنتخب السيد جو بايدن والذي يؤمن بالسلام وبحل الدولتين وله اطلاع كامل على قضايا المنطقة ويرتبط بعلاقات طيبة مع جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله والقيادات العربية ومن ضمنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.