أخي المواطن الأردني: لماذا لا يكون صوتي وصوتك وأصوات أهل الحارة والحي والمنطقة والبلد صرخة عالية نعبر فيها جميعا عن حقيقة واحدة هي الرغبة الجامحة للتخلص ممن تاجروا بنا لانهم وبكل صراحة سيأتونا من جديد يلبسون عباءة الوطنية المزيفة ويبيعون ويشترون بنا الف مرة..

بصراحة انت كمواطن.. ستنتخب مَنْ؟ ولماذا ستنتخِبه؟ وما الذي تريده أنت بصفة كونك مواطناً ناخباً؟ وما هي معاييرك في المفاضَلة بين هذا المرشَّح وذاك؟

شخصيا - أنا- مقتنع بأننا لانحلق في حقيقة من خيال، ومقتنع بأن صوتي وصوتك وأصوات الجيران والأحبة وأهل البلد جميعها ستحمي الوطن - لو- وضعها الشعب في صندوق إرادة الحياة لان القدر جاهز للاستجابة في الموعد، ولإيماني الشديد بالقول المأثور: لافقر بعد الفقر.

ليترك الآن من في قلوبهم غصة من الانتخابات التقليب في البوم الخسارة، وليلاحظوا بتمعن كيف يمكن للشرفاء ان يقبضوا على ملفات غاية في التعقيد لتقضي على رؤوس الثعابين التي قد يروضونها فتأتيهم طوعا أوكرها من يدري؟

بصراحة .. ايها المواطن يجب ان تكون "ناخِباً حرَّاً" ، "تعي جيِّداً حقوقك" ، و"تنحاز إلى مصلحتك الحقيقية "لا الوهمية" ، و"صادقاً مع نفسك" قبل كل شئ ، و"مُقَيِّداً لحرِّيَّة صوتيك لِمَا أنت مُؤمن به ومُقْتَنِع" ، إلاَّ إذا نَزَعْت "التعصُّب "بكل دركاته وأنواعه" من "دافعك الانتخابي" فإنَّ "دال" التعصُّب ، أكانت "دَمَاً" أمْ "ديناً"، هي ألد أعداء "الديمقراطية" في "الانتخابات" ، فَقَرابة "المُرشَّح" لك ، أكانت بـ"الدم" أم بـ"الدِّين"، هي التي ينبغي لك أنْ تنبذها إذا ما أردت لـ"الدَّال الثالثة"، أيْ "الديمقراطية"، أنْ تكون هي وحدها "قرابتك" يوم الاقتراع ، فلا ديمقراطية تَحْضُر إذا ما غاب الديمقراطيون الاحرار .

ايها المواطن الاردني : نحن نعلم تماما من هم الشرفاء فلا تترك الميدان لحميدان ، ليكن صوتك صرخة في وجه الظلم فلا تبخل به عن الشرفاء ، ولا تستهن به لأجل الوطن ، وانسان الوطن ، ولأجل أن نكون أو لا نكون ، لذلك عليك أن تكون كما يجب ان تكون ، ولتعي ان كيف يمكن للشرفاء أن يجيدوا تقنية تغيير الواقع المتشابك التعقيد في أبعاده وتشظياته السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية..!!

بصراحة انت كمواطن عليك ان لا تنتخب "المرشَّح الفَرْد"، ولو كان على "خُلُقٍ عظيم" ، لأنَّ "النيابة" لا تُخْلَق من حُسْن الأخلاق فحسب ، فما أهمية أنْ تنتَخبه إذا ما وَدَّع البرلمان "ودار ظهره" قائلاً : لقد بَذَلْتُ ما بوسعي لأُمثِّل وأخْدُم الشعب ، لكنَّني لم أستطع ، لأنَّ يداً واحدةً لا تُصفِّق ، والله لا يُكلِّف نفساً إلاَّ وسعها!

بصراحة انت كمواطن وجب عليك ان لا تنتَخِبُ مُرشَّحاً ، استمالك بما تأباه الديمقراطية وتَسْتَكْرهه ، ليتأكَّد لك ، لكن بَعْد فَوْت الأوان ، أنَّ هذا الذي أَوْصَلْتَه إلى البرلمان قد عَرَف كيف يتَّخِذك "مَطِيَّةً" لبلوغ مآربه ، ولتقول في أَلَمٍ وحَسْرة : ما افضلة مُرشَّحاً، وما أسوأه نائباً؟!

ايها المواطن .. ولِمَ تنتخب إذا ما كانت النتيجة النهائية أنْ تسْمَع "صندوق الاقتراع" يَصْرُخ قائلاً : ما أكثر المرشحين عندكم وما اقل الناخبين ، فلنذهب إلى صناديق الاقتراع بكل همة ومسؤولية ونعرف من ننتخب ! لأن ذلك حق مقدس مشروع ومطلب ملح لا بد من ممارسته لتتشكل مرآة عاكسة للحالة التي نفرز نواب المستقبل لنحملهم مسؤولياتهم أمام الله والوطن آملين جميعاً في حياة أفضل وبذلك نكون على محك مفصلي لنبرهن أننا ضمن المجتمعات المتطورة والمتقدمة الحرة المتجددة العصرية التي درجت على نهج التطوير والحداثة فتتوسد بذلك القواعد الصلبة المتينة ..

بقي ان اقول .. اننا دائماً نعول كثيرا على مواطننا الأردني الواعي ، فاستثمارنا بإنساننا هو رأس مالنا الوطني الأهم ولأجدى ولأجدر ، فما نسعى به هو حراك شعبي ننتخب من خلاله الأردن الذي هو فوق كل الاعتبارات .
والله ولي التوفيق