أسفرت الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن نجاح مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن الذي حظي ب ٢٩٠ صوتا من أصوات المجمع الانتخابي مقابل ٢١٤ صوتا لترامب وصرح بايدن بأنه حان وقت المداواة للولايات المتحدة متعهدا بتوحيد البلاد وليس بث الفرقة وتعهد ان يكون رئيسا لكل الولايات وانه لا يرى ولايات حمراء وأخرى زرقاء وأضاف حان الوقت للتخلص من الخطاب القاسي وخفض درجة الحرارة والاستماع إلى بعضنا وأعلن عن تشكيل لجنة خاصة بأزمة كورونا لضمان استعدادها لتنفيذ القرارات بعد تنصيبه في شهر كانون ثاني ٢٠٢١.
ربما كان من أسباب فشل ترامب عدم قدرته على تحقيق استقرار الأسواق المالية وشعور كثير من الشركات الأمريكية بالإحباط نتيجة تحركاته بما يخص التجارة على الصعيد الدولي وعدم قدرته على تأمين ميزانيات كافيه لأطلاق مشاريع البنيه التحتية الكبرى بالإضافة إلى الحروب التجارية مع الصين من رفع للرسوم الجمركية على المنتجات الصينية والتي كلفت المواطنين الأمريكيين مصاريف زائده وإهماله لجائحة كورونا وعدم اتخاذه إجراءات حاسمة في مواجهة الوباء الذي تسبب بوفاة ٢٤٠٠٠٠ مواطن أمريكي وممارساته المثيرة ضد الأقليات وتصريحاته الفوضوية حول الانتخابات ومحاولة تغيير الأسس التي يقوم عليها نظام الانتخابي الأمريكي.
العرب بصفة عامة كانوا مهتمين بالانتخابات الأمريكية لأنهم أصحاب قضية تلعب الولايات المتحدة الأمريكية الدور الأكبر في خلط أوراقها والعبث فيها لمصلحة العدو الصهيوني وضمان أمن الكيان الإسرائيلي وتهميش الفلسطينيين وانكار حقوقهم.
ولكن التجارب الماضية في تغير الرؤساء الأمريكيين يثبت يوما بعد يوم ان الاستراتيجية الأمريكية المتأثرة بالضغط الصهيوني لن تتغير تجاه القضية الفلسطينية وان اختلفت الوسائل والأدوات والتصريحات وانه لا يعول على أي رئيس أمريكي قادم إيجاد حل عادل لهذه القضية طالما ان العرب لا يملكون من أمرهم شيئا.
ومن هنا فإن بايدن وترامب يسعيان لمصلحة بلادهم بالدرجة الأولى ومصلحة إسرائيل بالدرجة الثانية وأما نصيب العرب من اهتمامهم فهو ينحصر في تسييرهم بالاتجاه الذي ترغبه أمريكا واتخاذ سياسات تخدم الجانب الأمريكي وتوجهاته.