يعتبر اضطراب الشخصية البرانويدية من اضطرابات الشخصية المتعددة، وغالبًا ما يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة، ويبدو أنه أكثر شيوعًا عند الرجال منه لدى النساء.
من يعانون من البرانويد لديهم معتقدات لا أساس لها من الصحة، بالإضافة إلى وجود عادات اللوم وعدم الثقة، لديهم شك كبير بالمحيطين بهم، ويصل الشك لأقرب الناس لديهم، يشكون بمصداقية المحيطين وولائهم له، ويعتقدون أن الآخرين يكيدون لهم المكائد، ويوجهون لهم الضغينة، يؤمنون بنظرية المؤامرة، وليس لديهم ثقة بالاخرين، فهم لا يفصحون عن معلومات تخصهم خوفا من أن يتم استغلالها ضدهم من قبل المحيطين، هم شديدو الحساسية، لا يتقبلون النقد، لا يسامحون، ويحملون مشاعر غير مريحة تجاه المحيطين والغرباء. سريعو الغضب، وانتقامهم سريع، عندما ينظر إليهم أحدهم نظرة طبيعية، فإنهم يفسرون هذه النظرة على أنها محاولة انتقاص منهم ومن شخصياتهم، يعتقدون أنهم دائما على حق، ولا يعترفون بالهزيمة، لديهم برود بالتعامل مع مشاعر الآخرين، يسخرون من الجميع، لا يتعاطفون، فلا يعطفون على صغير، ولا يخدمون طاعن بالسن. فقانون الحب ليس من أجندتهم.
مرضى اضطراب الشخصية البرانويدية (جنون العظمة ) لديهم سلوكات مثيرة للجدل، يتصرفون بطرق غير تقليدية، لم يعتاد الآخرون عليها، ردود أفعالهم مستفزة للمحيطين، لا يغيرون رأيهم بالحوار أو النقاش، فلديهم ثوابت لا تتغير، ولذلك النقاش والحوار معهم متعب دون فائدة، هم عنيدون، يوجهون العدائية للناس، وبالنسبة لأسباب هذا الاضطراب فهي غير معروفة بالتحديد، لكن بعض العلماء يعزوها لوجود تاريخ عائلي من الفصام وبعض الاضطرابات الوهمية، والبعض الآخر يتبنى فكرة العوامل البيولوجية والبيئية، وقد تكون بسبب حدث غير طبيعي بفترة الطفولة.
مصابو اضطراب الشخصية البرانويدية لا يعترفون بمشكلتهم، ويعتقدون أنهم يتصرفون بطريقة طبيعية، وعلاجهم بحاجة للإرشاد النفسي لزيادة الثقة والتعاطف وتحسين طرق التواصل وبناء العلاقات مع الآخرين، والعلاج الدوائي لعلاج بعض الأعراض ببعض الحالات. لذا على المحيطين بهم معرفة مشكلتهم حتى يستطيعوا التعامل مع نمط هذه الشخصية.