ما هي إلا أيام حتى نَتَحَضّن أهم الساعات المصيرية التي تُحدد ملامح المرحلة القادمة من تاريخ الأردن الذي عكف على انتهاج المسار الديمقراطي في رسم التشريعات الناظمة للحياة العامة وفتح المجال الرقابي من خلال مخرجات إرادة الشعب المُتمثلة بمجلس النواب الذي تنعكس قوته أو ضعفه على المواطن بشكل مباشر، وهنا لا بد أن تتجذر القناعة بأننا نستحق الأفضل أي (نستحق أن يكون من يُمثلنا قادراً على تمثيلنا بشكل صحيح).
إننا وفي هذه الأيام نستشعر ما يطرح في ردهات المسارات التي تُحاول توجيه الرأي العام وفق الأهواء الشخصية بدفع أبناء المجتمع إلى الإحجام عن الاقتراع مُحاولين بذلك وَأد الاستحقاق الدستوري الذي يسعى إلى إيجاد مجلس نيابي قادر على التغيير خصوصاً وأننا في مرحلة مفصلية حساسة تضع الأردن على مُفترق طرق قد يكون الأهم مُنذ تأسيسه لِما يُعانيه وسائر بلدان الجوار من حالة ضبابية استطاعت أن تحجب الرؤية عن طريق المستقبل وفقاً لتداعيات الوضع الاقتصادي للمنطقة برُمتها ومعايير الربح والخسارة في الحرب الضروس ضد وباء فيروس كورونا.
إن السؤال الذي يُطرح في خضم هذه التفاصيل هو من المُستفيد من دفع المجتمع إلى الإحجام عن الاقتراع؟! والسؤال الأكثر أهمية ما هو المطلوب من المُجتمع لمُجابهة هذه الفئة الضالة المُضلة، وهُنا تبقى الإجابة مُعلقة على مدى وعي المواطن وإدراكه لماهيّة قدرته على صناعة التغيير من خلال إتخاذه القرار المُناسب باختيار الصالح المصلح مُتجاهلاً بذلك الجهوية والقبلية والإقليميةَ ومن خلال الاقتناع التّام بأن الانتصار للوطن يعني الانتصار للذات.
إن رسالةَ جلالة الملك بضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد وبالرغم من الظروف الراهنة تؤكد على مدى الاهتمام الكبير بالمسار الديمقراطي في الأردن وترسخ قناعة جلالة الملك بأن المجلس التشريعي له دور أساسي في مُجابهة التحديات الراهنة لِما يحمله من إرادة شعبية حقيقية تُمثل ما يطمح إليه المواطن إذا اقترن كل ذلك بحسن الاختيار.
إن الأيام القادمة ستحدد مسار السنوات القادمة فلا بد هنا على الجميع من مُمارسة حقه الانتخابي وفق حُريته المُطلقة على اختيار الأفضل كما أن علينا جميعاً تشديد الخناق على المُغرضين الذين يُشككون بالعملية الانتخابية ويدعون إلى مُقاطعتها والإحجام عن التصويت وكأنهم يتناسون هُنا عزائم الأردنيين التي لا تُثنيها الآراء الهدامة والأصوات النمامَة التي تنعق بالخراب وتحاول أن تفتح للفتنة باباً معتمدين على تخويف وترهيب المجتمع من تداعيات انتشار فيروس كورونا.
إن الإجراءات الحكومية والاستعدادات للانتخابات النيابية تعكس الحرص الحكومي على صحة المواطنين بشكل واضح وإن المطلوب من الجميع الالتزام بأدوات السلامة العامة، فإن الحياة لا بد أن تسير ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تبقى المجتمعات مُتقوقعة في سجون الخوف لذلك يجيب أن نستمر بالعمل الجاد ونلتزم بنفس الوقت بكل ما من شأنه حمايتنا وحماية المجتمع.
إن نجاح الانتخابات النيابية مرهون بإقبالنا على الاقتراع من جانب وحُسن الاختيار من جانب، وإن من حق الوطن علينا أن نختار له ولنا الأفضل ولا نقول لأصوات التشكيك إلا أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً..!.
الرأي