حسنا فعل مجلس التعليم العالي، فكما قرأنا (ناقش المجلس أيضا تقرير اللجنة المكلفة بوضع نظام موحد لهيئة الباحثين في الجامعات الأردنية، وقرر "الموافقة على تقرير اللجنة المكلفة بوضع مشروع نظام هيئة الباحثين في الجامعات الأردنية الرسمية، وتعميمه على الجامعات الأردنية الرسمية للنظر في تعديل أنظمتها الحالية حسب الأصول بما يتوافق وينسجم مع الإطار العام للمشروع المقترح ورفعها للمجلس لإقرارها، مع التأكيد على ضرورة المحافظة على النواحي المالية والمراكز القانونية التي ترتبت نتيجة تطبيق أنظمة الباحثين النافذة"..) لم نطلع على المحتوى ولكن ثقتنا عالية بالمجلس، بأن يحقق النظام بحث علمي فاعل في جامعاتنا، وعلى غرار ذلك ونظرا لاختلاف أنظمة وتعليمات الترقية في جامعاتنا الرسمية والخاصة، واختلاف المعايير والمتطلبات، للترقية لكل رتبة أكاديمية، مع أن الامتيازات والعلاوات واحدة تقريبا..!
ولا ننسى هوس البعض وانشغالهم بحمى التصنيفات العالمية، وظنهم أن الضغط على أعضاء هيئات التدريس وبطرق عقيمة، وربط وظيفتهم وعيشهم بنشر أبحاث في قواعد بيانات عجزوا هم عن النشر فيها، سيعمل على خلق بحث علمي حقيقي، بدلا من وضع حوافز وبيئات بحثية تدعم وتفتح المجال لعضو هيئة التدريس للبحث العلمي الحقيقي والمنتج، لا البحث العلمي من أجل الترقية (والذي يمارس في كل جامعاتنا لتاريخه إلا من رحم ربي)، والذي منحهم رتبهم التي يستترون خلفها، ويستنكرونه الآن على غيرهم، ويذهب البعض لإصدار تعليمات ترقية تطبق بأثر رجعي، وهذا غير قانوني أبدا، وسيلحق الضرر بالكثيرين والذين سيجدون أنفسهم مفصولين حكما، لأنهم لم ولن يستطيعوا تحقيق عدد كبير من الأبحاث في سكوبس وغيرها في شهور معدودة، من هنا نضع أمام وزير التعليم العالي اقتراح وضع نظام وتعليمات ترقية موحدة لكل الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة، وأن يوضع هامش زمني مناسب لتطبيقه، وأن يأخذ بعين الاعتبار الحقوق والمراكز القانونية لأعضاء هيئات التدريس التي يستحقونها في الأنظمة النافذة، بحيث بعد فترة السماح التي ستقر، تصبح أنظمة الترقية موحدة في كل الجامعات الأردنية، ولا أنسى طرح مقترح هيئة وطنية أو لجنة وطنية عليا للترقية تنبثق عن مجلس التعليم العالي، في ظل شكاوي أعضاء هيئات التدريس في جامعاتنا الأردنية، من ممارسات باتت تنخر الجسم الأكاديمي والإدارات الجامعية، من الشخصنة، والتأثير على الترقيات، فهنالك من يرقى بشهر او شهرين وهنالك من يرقى أو لا يرقى في 3 سنوات، والحديث هنا يزكم الأنوف واترفع عن الحديث به حاليا، الكل يتطلع لمرحلة جديدة مع وزير التعليم العالي الجديد، نريد جامعات ترتقي بأبنائها ووطنها، لا جامعات تدار بعقلية المزرعة، الأمل أن يسارع مجلس التعليم العالي وعلى رأسه الوزير لمسابقة الزمن، فالملفات كثيرة وكبيرة، ولن ننهض إلا إذا سحبنا سيف الشجاعة في التغيير، وأزلنا كل ما يعيق تقدمنا نحو تعليم عالي يحقق الرؤى الملكية وتطلعاتنا إلى أردن أفضل… وحمى الله الأردن.