إلى المحتفين ببايدن .. على رسلكم
خولة كامل الكردي
07-11-2020 08:41 PM
لا يختلف عند الكثيرين من العرب، سواء جاء بايدن أم بقي ترمب! كلاهما سيان بالنسبة لهم، فالسياسات الأمريكية لن ولم تتغير بشكل جذري ما بين رئيس وآخر، ولكن ما تقتضيه مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية هي الأساس في كل شيء، وربما نجد أن الأغلبية من العرب لا يفضلون الرئيس ترمب لأسباب عدة أهمها نقل السفارة الإسرائيلية للقدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟!! والتي اثنى عليها بايدن بل وتعهد بابقاءها في القدس! إذا لم يتناهى إلى علم أولئك الذين يرحبون بمجيء بايدن تلك المعلومة؟! لان الجميع يعلم أن الإدارة الأمريكية لم تكن في يوم تعير اهتماما لقضايا الشرق الأوسط، وبخاصة قضية فلسطين الا وفق منظور اتجاه مصالحها أيا كان.
فبايدن لن يختلف في سياساته عن اسلافه من الرؤساء السابقين، فهو لطالما كان يتباهى ويفخر بما فعلته ادارة اوباما في شأن قضايا عدة تخص المنطقة العربية، وباعتباره نائب الرئيس أوباما، والتي اكتنفت فترته الجمود فيما يخص قضايا الشرق الأوسط، من أحداث ومجريات شكلت منعطفا قويا لشعوب تلك المنطقة، حيث واجهت المنطقة تذبذبات وهزات ما زال يعاني الوطن من تبعاتها إلى حد الآن.ادارة أوباما لم تكن في يوم إلى جانب قضايا الوطن العربي، بل كانت ولا زالت ادارته من اسوء الفترات التي مرت على الأمة العربية، لقد سارت ادارته على خطى ما عرف بشرق أوسط جديد يعمه الفوضى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
عموماً لن يصلح بايدن الحال في منطقتنا العربية، فهو لا يعدو كونه منفذ لسياسات واستراتيجيات المصالح العليا الولايات المتحدة، اما ترمب فقد حفلت فترته بهدوء نسبي في العالم، حيث لم نرى التدخلات الأمريكية جلية وواضحة كما في الإدارات السابقة، ولم تخلق حروب ونزاعات جديدة في منطقة الشرق الأوسط، بل أراد أن يهمش ذلك الدور الذي يعرفه الجميع عن أمريكا ويركز على الاقتصاد الداخلي، ربما يختلف البعض في هذا الطرح لكن هذه هي الحقيقة؟!
أما بايدن فهو يعيدنا إلى دور الولايات المتحدة في التاثير على السياسات العالمية، فقد صرح بأنه يرغب في أن تعود أمريكا لتصبح " منارة للعالم"، هنا نقول هل نسي أولئك المحتفون ببايدن التدخلات الأمريكية المتكررة في قضايا الشرق الأوسط؟ نقول على رسلكم لن يقدم بايدن شيئاً بالمجان كعادة كل الرؤساء الأمريكيين السابقين، وسيكون التعامل مع الإدارة الجديدة مهمة ليست بالأمر الصعب، فالديمقراطيين يلجأون لأسلوب المراوغة والازدواحية في سياساتهم الخارجية، وهذا لا يعطي اي هامش من التفاؤل مهما تقلبت الإدارات واختلفت الوجوه لكن السياسة واحدة، وهذه هي المشكلة التي يواجهها العرب والعالم مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة.