على الرغم من كل ما رافق العملية الانتخابية، هذه هي أميركا التي تزعمت العالم خلال العقود السبعة الماضية.
وهذا هو النظام الديمقراطي الذي يُؤمن التداول السلمي للسلطة، ولا يسمح باختطاف السلطة أو الانقلاب على إرادة الشعب.
هذه أميركا التي يحكمها صندوق الاقتراع، وليس صندوق الذخيرة.
الكلمة الأولى بحق ترامب الذي شكل ظاهرة استثنائية في العرف السياسي الأميركي، وحقق معظم برنامجه الانتخابي، وقفز بالاقتصاد الأميركي إلى درجة أكثر من مقبولة، ولكنه وبعد أن اجتمعت على مناهضته الحزب الديمقراطي المتربص والذي شاغل ترامب واستنزفه طوال السنوات الأربعة الماضية، وعُوقب من قبل وسائل الإعلام ومن اليسار والجاليات.
وأخيرا جائحة كورونا التي أطاحت بإنجازه الاقتصادي.
هل ظُلم دونالد ترامب؟ ربما ولكن ترامب كان عنيدا، ولم يكن دبلوماسيا حتى مع أصدقائه في الداخل والخارج.
بكلمة ترامب أدار الولايات المتحدة بعقلية البزنس، وإدارة الأعمال التجارية، ولم يكن قائدا لأميركا.
أما جو بايدن فينتظره الكثير من التحديات على المستوى الداخلي والدولي، فهل يستطيع أن يقود أميركا المتحدة؟
ام أن الولايات ستصبح منقسمة؟ وهل يستطيع أن يحافظ على مصالح أميركا؟ ام ان المتغيرات الكونية، ستطيح بزعامة أميركا العالمية ؟
هل يستطيع أن يقود او يشارك في بناء نظام عالمي جديد؟ ام ان القطار سيفوته؟. لست متفائلا لأن قدرات الرئيس السادس والأربعين ب 78 سنة لا تُؤهله أن يشكل الفارق ويصنع التاريخ من جديد...
هل انتهت رواية نهاية التاريخ؟ ربما. وعلينا دائما أن نسأل عن المستقبل؟، وماذا بعد؟ وإلى متى سنبقى عربا على هامش التاريخ؟ وخارج التأثير؟ التخلف العربي يضغط على اعصابنا، بعد أن هرمنا بانتظار الخروج من عنق الزجاجة، العرب أمة تريد أن تتنفس الحرية لتصنع المجد!.