لا زالت أنظار العالم تتجه صوب الولايات المتحدة الأمريكية وتتابع عن كثب ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية بين المرشَحين الديمقراطي جو بايدن والجمهوري دونالد ترامب.
أجواء محمومة وتنافس ابتعد عن أصول اللعبة الديمقراطية بين المرشَحين للوصول إلى البيت الأبيض خرجت عن سياقاتها الطبيعية بعد تشكيك الرئيس الأميركي الحالي بنتائج الانتخابات في بعض الولايات التي باتت تلعب عامل الحسم وما زال الرئيس الحالي يترقبها بعين القلق وبخاصة بعد اقتراب منافسه الديمقراطي الذي بدا مرتاحا من مشارف البيض الأبيض.
بدا الرئيس الأمريكي عبر تغريداته المتتالية أنه لن يكتفي في خيار اللجوء إلى المسار القانوني في عملية احتساب الأصوات عبر البريد التي تتدفق حتى الآن إلى مراكز فرز في ولاية مثل نيفادا مثلا لا حصرا بل الاستمرار في تأجيج مشاعر مؤيديه واللجوء الى مسار لا يرتقي إلى العرف الديمقراطي والاستمرار في لغة التهديد في إشارة واضحة منه أنه لن يسلم مقاليد الرئاسة بسهولة.
ثمة مفارقات عديدة تمخضت عنها الانتخابات الحالية بحسب مراقبين وناخبين هناك أن الديمقراطية في بلاد العم سام تعرضت لانتكاسة وعمليات تشويه ممنهج من جانب الرئيس الحالي بعد التلفظ بعبارات قاسية وكيل الاتهامات بتزوير الانتخابات وعدم الامتثال لقبول الرأي الآخر الذي يرى في منافسه خيارا أفضل في معالجة بعض الملفات الداخلية الشائكة رغم أن المعركة الانتخابية بين المرشَحين لم تحسم بعد.
واضح أن هناك عوامل داخلية أثرت على مزاج الناخب الأمريكي بعد أن فشلت الإدارة الأمريكية في التعاطي مع بعض الملفات الداخلية التي ألقت بظلالها وكان لها الكلمة الفصل التي هزت موقف المرشح الجمهوري لا سيما وأن المئة مليون ناخب فضلوا التصويت عبر البريد تخوفا من انتشار عدوى كورونا وشكلت ردا صارخا على فشل إدارة ترامب في التعاطي مع الجائحة بعكس بايدن الذي أعلن حال انتصاره على منافسه إيلاء مكافحة الوباء أولوية قصوى.
انقسام غير مسبوق في الشارع الأمريكي خلفتها سياسة ترامب على الصعيد الداخلي بعد تفشي الفيروس التي باتت تشكل مصدر قلق في الشارع الأمريكي ونجم عنها آلاف الضحايا والاصابات في مختلف الولايات وكانت مسؤولة عن إحداث أزمات اقتصادية فاقمت من معدلات البطالة إلى جانب التمييز العرقي وما شهدته بعض الولايات من أحداث خلقت حالة من التصدع والتشظي داخل المجتمع الأمريكي التي يرجح بقاء تداعياتها ربما لسنوات طوال وهذا ما يفسر تأكيد منافسه الديمقراطي جو بايدن أنه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين في محاولة منه لرأب الصدع الذي خلفه الرئيس الحالي والتي يبدو أنها لن تكون مهمة سهلة.