آثار الشك المرضي على العلاقات العاطفية والأسرية
07-11-2020 11:15 AM
عمون - انعدام الثقة في الشريك يقود إلى الشك حتى لو كانت الصداقات في محيط أحد الشريكين بريئة.
يحذر خبراء الأسرة من آثار الشك على العلاقات الزوجية خاصة إذا تحولت الغيرة بين الأزواج من حالة طبيعية ناجمة عن الشعور بالحب إلى هاجس مرضي، قد يسبب مشاكل يومية داخل الأسرة قد تؤدي في النهاية إلى الانفصال والطلاق وتشتت الأبناء، ما يعني تدمير العلاقات الأسرية.
ويعرف خبراء علم النفس الشك على أنه رد فعل معقد من الشخص يقوم على التركيز على حوادث الماضي وإسقاطها على المستقبل، وقد يحدث الشك في البداية نتيجة الحب الشديد؛ ما يجعل الشخص يخشى فقدان من يحب.
وعادة ما تكون الغيرة وراء تفشي الشك بين الأزواج، وهي ظاهرة تفاقمت مع انفتاح العلاقات الاجتماعية على العالم الافتراضي، وبعد أن تحوّل تكوين الصداقات بين الجنسين خطوة سهلة.
ومن شأن انعدام الثقة في الشريك أن يقود إلى الشك حتى لو كانت الصداقات في محيط أحد الشريكين بريئة.
وبينما يرغب البعض من الأزواج في الحفاظ على مساحة من الخصوصية في علاقته الزوجية، ويريد أن يتمتع بحقه في مقابلة أصدقائه والعشاء معهم أو السفر بمفرده أو التأخر في العمل. يرى آخرون أن العلاقة المشتركة بين الأزواج تقتضي إلى كسر الخصوصيات ومعرفة أدق تفاصيل الطرف الآخر. تبعا لذلك، قد ينتهي بالفضول في اكتشاف تفاصيل الشريك وخاصة حياته في ما قبل الارتباط إلى الشك.
وفيما يضع كثيرون الغيرة مصدرا للشك، إلا أن هناك فارقا كبيرا بين الشك والغيرة حسب الخبراء حيث علينا التمييز بينهما؛ لكي نحكم على السلوك بعقلانية.
ويعتقد هؤلاء أن للغيرة العديد من السبل غير المحمودة بين الأقران في العمل أو الدراسة، أما بين الأزواج فهي تحدث عادة بدافع الحب، ومن خلالها يحاول الشريك بذل جهده لإثبات عاطفته القوية ورغبته في الحفاظ على علاقة عاطفية ناجحة للطرف الآخر.
وحسب الخبراء هناك العديد من الدوافع التي تحرك الشك، وقد يكون الماضي مصدرا مهمّا لحدوث الشك؛ فهناك أحداث لا يمكن اقتلاعها من الذاكرة بسهولة، خاصة وإن كان أحد الأطراف له سابقة في الخيانة أو الأمور التي تستدعي الشك.
وحسب هؤلاء قد يصل التفكير في الماضي إلى درجة المرض، وقد يصبح صاحب فعل الشك رهين أفكاره التي ربما تكون بعيدة تماما عن الواقع.
وللحفاظ على علاقة زوجية وأسرية ناجحة، يرى الخبراء أن الثقة بين الزوجين عامل أساسي لإنجاحها. وتعتمد الثقة على تصرفاتهما خلال المواقف المختلفة التي يتعرضان لها في حياتهما اليومية. ولو نجح الزوجان في الصمود في وجه الخلافات والوصول إلى عِشرة قوية، يشعران فيها أنهما أصبحا كيانا واحدا، فالأرجح أن جميع الشكوك والحواجز ستختفي تدريجيا، خصوصا إذا جمعتهما سمات وقيم مشتركة.
وأوضح شكري العياري، الخبير التونسي في التنمية الذاتية والإحاطة النفسية واستشاري العلاقات الزوجية، أن “الثقة بين الزوجين ليست مجرد قرار، ولكنه مسار يُبنى طيلة فترة الزواج، فإما أن تتحول مساحة الصراع داخل الأفكار والمشاعر التي تتسم بها العلاقة الزوجية في بدايتها إلى مودة ورحمة وإما أن تخفت حرارة الحب، فتتيه العلاقة الزوجية وتتقاذفها فراغات عاطفية أو حميمية أو اجتماعية، ما يسرّع بحصول منافذ قد يدخل منها أيّ طرف خارجي سواء كان صديقا أو صديقة”.
وأضاف “لا توجد وصفة سحرية للسعادة الزوجية، كما لا توجد أعذار منطقية للخيانة الزوجية، وكل انحراف في العلاقة الزوجية له العشرات من الأسباب ولكن لا يوجد له أيّ عذر يبرره”.
ويقدم الخبراء نصائح لمعالجة مشكلة الشك لدى الأزواج، ويرى هؤلاء أنه من واجب كل طرف أن يتذكر أن شريكه اختاره من بين الكثيرين وبملء إرادته كي يقضي معه حياة أسرية مشتركة. كما ينصح هؤلاء بعدم التردد في زيارة طبيب نفسي لمساعدته في التخلص من مشكلة الشك.
(البوابة)