فرضت جائحة " كورونا- كوفيد19" على المجتمعات كافة، عادات اجتماعية جديدة ، حالها حال التغيرات الأخرى التي أحدثتها هذه الجائحة: اقتصادياً؛ وتربوياً؛ وصحياً؛ وثقافياً وغيرها، فقد طالت التغيرات الاجتماعيةً التي رافقتها، العادات والسلوكيات وتصرفات الأفراد والأسر وغيّرتها بشكل متسارع وملحوظ؛ إذ أصبحنا نرى، ولأسباب صحية احترازية للوقاية من هذا الوباء الفتاك، وحفاظاً على السلامة العامة عادات اجتماعية جديدة؛ فقد أصبح مألوفاً ومقبولاً لأفراد المجتمع، أن تتم المشاركة والتهنئة بمناسبات الفرح كالأعراس والنجاح، وتقديم التعزية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ ما وفر مبالغ مالية كانت تنفق- في أحيان كثيرة- ببذخ، وترهق كاهل صاحب المناسبة وأهله . وأصبحت المشاركة في تلك المناسبات مقتصرة على أعداد قليلة من الأهل والأصدقاء وغيرهم، بما يتوافق مع التعليمات الصحية، بعدما كنا نرى في بداية الأزمةً سلوكيات سلبية مثل الاستهتار بالوباء وخطورته، وعدم النظر اليه بجدية، وضعف الالتزام بالبروتوكول الصحي.
كما كرّست " كورونا" قيماً اجتماعية كانت سائدة بقوة في السابق، وخفٓت حضورها كالتضامن والتعاضد والتآلف الأُسَري وتقرّب أفراد الأسرة من بعضهم بعضا: فكراً؛ ورأياً، وتعزيز قيم إيجابية مثل: المحبة؛ والإيثار؛ والخير؛ والمساعدة.
وإذا كنا نتحدث بإيجابية عن التغيرات الاجتماعية في زمن " كورونا"؛ فإن التساؤل الذي يثار هنا هو: هل سيحافظ مجتمعنا الأردني على اختلاف مشارب سكانه وعاداتهم وتقاليدهم ، وزيادة رقعة الفقر والبطالة فيه، على هذه العادات الى ما بعد مرحلة "كورونا"، أم أننا سنشهد عودة الى ما كنا عليه سابقاً: اجتماعياً؛ وسلوكياً؛ وتربوياً؟
سؤال برسم الإجابة عنه في المقبل من الأيام من الأردنيين بعد زوال هذه الجائحة المريرة وانتهاء مرحلتها المؤلمة والصعبة بأبعادها كافة .