كانت من المكون الأساسي لمنظومة الثقافة في طفولتنا، قصص احتلت حيزا في مخيلة طفولتنا ، واثارت عناصر التفكير التحليلي مبكرا .
لقد كانت دجاجة ام حمدان مثار جدل قديم جديد في الطرح والمضمون ، رغم ان سرد القصة الشيق كان سهلا ويحمل في طياته الغموض.
ما هي قصة ..دجاجة ام حمدان !؟
فكما ورد لقد كان لأم حمدان دجاجة، تبيض لها في الاسبوع خمس بيضات، وعندما لاحظت ام حمدان في أحد الأيام إختفاء البيضة، ساورها الشك بان الدجاجة قد باضت في خم الجيران، لكنها انتظرت اليوم التالي، فكانت النتيجة نفسها لا يوجد بيضه في الخم.
نعم ام حمدان قلقت بشكل مريع، فمصدر طعامها البيضة واختفائها كل يوم جعلها تراقب الدجاجة ، لكن ذات يوم اختفت الدجاجة أيضا، هنا هرعت ام حمدان تبحث في كل مكان من خم لآخر وإذا بها تواجه موقفاً غير متوقع ، نعم تفاجئت بالدجاجة وخلفها (صيصان) تسعة من الفراخ الصغيرة، أنهت الدجاجة مهمتها في اخفاء البيض والحصول على فراخها لتستمر حياة الدجاج رغم كل الصعوبات، لقد كان الفرح الشديد سببا لجعل ام حمدان تزغرد وتصيح معلنة عن فرحها بما حصلت عليه .
من هنا أتساءل ....
لماذا لم نتأثر بهذه القصة رغم وجودها في ثقافتنا الحياتية والتعليمية منذ الصغر ؟
هل كانت القصة فقط مجرد رسالة للأجيال للحديث عنها دونما استفادة ؟!
إن التفكير التحليلي والذي نتعلمه اليوم في كثير من مجالات حياتنا لم يساعدنا للإجابة على بعض الاسئلة، فلو اخذنا جانب المقارنة بالاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لوجدنا القصة تثير أيضا بعض التساؤلات ، منها:
لماذا هناك خمس بيضات في الاسبوع في حين ان الاسبوع سبعة أيام؟
لماذا لم تغضب ام حمدان اذا كانت الدجاجة قد باضت في خم الجيران ؟ هل تؤمن بالاشتراكية او المشاركة !؟
لماذا اتبعت الدجاجة استراتيجية إخفاء المنتج لتعود بنتيجة فيها استدامة ؟ وهل هناك من استفاد ؟!
هل الجوع وحاجة ام حمدان للبيضة يوميا، منعها أن تفكر فيما قامت به الدجاجة لتحقق مزيدًا من الإنتاج؟
كثيرة قد تكون الاستنتاجات ، لكن الاكثر اثارة في القصة ، من تكون ام حمدان اصلا ؟ هل تمثل نموذجًا نعرفه !؟ الدجاجة المنتجة من تمثل في نماذج المجتمعات البشرية !؟
عمليا تحتار في مسألة الخم الخاص بالدجاجة ، فهو لم يكن آمن كفاية لتضع فيه البيض ليفقص وتخرج منه الفراخ الصغيرة .
الحيرة من شدة وجه الشبه في قصة عرفناها في طفولتنا ونسيناها عندما كبرنا ، وكان ما فهمناه هو التدجين، والبيضة المختفية والزغاريد التى أيقظت سكان الحي عندما وجدت ام حمدان الدجاجة والفراخ .