الانتخابات بمشاركة الاحزاب
د. حازم قشوع
04-11-2020 12:51 AM
قد يكون اجمل من يميز المشهد الانتخابي مشهد مشاركة الاحزاب في هذه التظاهرة الانتخابية، فالاحزاب تشارك في هذه الانتخابات بفعالية على الرغم من عدم حصولها على اي دعم يذكر او نستطيع اعتباره دعما، فان واقع العمل الحزبي مازال يعاني من محدودية الإمكانات وشح في الموارد بالرغم من محاولة الاحزاب تغيير الأركان الانتخابية من اسس بدائية مبنية على حواضن اجتماعية الى منظومة معرفية تقوم على حوامل سياسية وروافع حزبية، لكن طريق الوصول اليها مازال شاقا ومضنيا وبحاجة الى توظيف الارادة السياسية لتكوين بيئة مجتمعية مستجيبة تحقق اغراض التكوين الجديد دون مواربة او اجحاف.
ومع استجابة الاحزاب السياسية للعملية الانتخابية، تكون الاحزاب قد اضافت للمشهد الانتخابي طابعا جديدا بل وسمة جديدة على الرغم من عدم اجراء اي تعديلات على قانون الانتخاب يساعدها للقيام بدورها، لكن حرص الاحزاب على إنجاح المشهد الانتخابي في هذه الظروف السياسية بالغة التعقيد كان الدافع والمحرك الرئيس لها في تقديم قوائمها الحزبية في الانتخابات، وهذا ما سيسهم في توظيف الارادة السياسية الى مستويات افضل و بمشاركة نوعية عبر تقديم مرشحين مرتبطين في اطار فكري ومنهجي يجمعهم ستساعد المشهد الانتخابي في اعلاء مستويات حجم التصويت.
فالاحزاب تمتلك ادوات قادرة وامكانات شبابية منظمة ستمكنها من المساهمة بفاعلية في المشهد الانتخابي وباغنائه بالخبرات الضرورية اللازمة لتحقيق اهداف المشاركة وحسن التمثيل لما تمتلكه الاحزاب مؤسسات بنائية تسهم في بناء العملية الديموقراطية وما يرسي مكانة ورسالة تقوم على تأهيل واعداد القادة للعمل العام، فانه يعول على المؤسسة الحزبية تقديم نموذج يضيف للمشهد الانتخابي الكثير من الايجابية وهذا ما بحاجة الى تمكينها على الاقل ماليا فكلما زادت روافدها المالية زادت معها فرص تقديمها لذاتها ترشيحا وانتخابا هذا لان ذلك يفي احتياجاتها للعملية الانتخابية من اعلانات وتنظيم الفعاليات اضافة الى عملية تنظيم الفرق الشبابية اللازمة للعملية الانتخابية ومستلزماتها الاعدادية واللوجستية.
اذن نحن في مرحلة انتخابية قد تحدث نقطة اطلاق للعمل الحزبي والنيابي، اذا ما احسن استثمار هذه البيئة الحزبية والانتخابية التي مازالت قد التشكيل، وهي بحاجة الى رعاية خاصة وعناية داعمة تحقق لها والدولة الاردنية معا ما نصبو اليه في ايجاد مؤسسات حزبية تعيد المشهد السياسي الى ما كان اليه في خمسينات القرن الماضي عندما كان ينجح ابن الكرك في القدس كونه يمثل ايدولوجيا او منهاجا فكريا.
فالامل ما زال يحدونا ان تقوم الاحزاب السياسية بدورها في المشهد السياسي والانتخابي وعلى كل المستويات، تجسيدا للرؤية الملكية التي حملت عنوانا نحو تشكيل حكومات برلمانية حزبية، فهل سيقود هذا التحرك الحزبي الفاعل تحقيق الرؤية الملكية حيز الواقع، هذا ما يبشر به المشهد الانتخابي ونامل النيابي الذي ستعنونه نتائج الفرز في العاشر من نوفمبر القادم مجسدين بذلك الارادة السياسية التي كنت تناولتها في كتابي الاخير والذي حمل عنوان شرعية الانجاز والحياة السياسية.
الدستور