ما أشبه اليوم بالبارحة وان اختلفت الأحوال والمعطيات فكوابيس الظلام تحلق في الآفاق العربية وفلسطين تئن من جراحاتها ولا مجيب.
في الثاني من شهر تشرين ثاني لسنة ١٩١٧ اصدر ارثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا انذاك رسالة وجهها إلى زعيم الحركة الصهيونية في بريطانيا اللورد ليونيل والتر روتشيلد
جاء فيها "إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين وستبذل عظيم جهدها لتحقيق هذه الغاية.... الخ" وبعد مرور سنة على هذا التصريح أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه وفي عام ١٩١٩ وافقت عليه أمريكا أيضا وتبعتها اليابان.
وكان هذا بعد تقويض الامبراطورية العثمانية على يد الانجليز وأعوانهم.
وفي عام ١٩٢٠ بدأ الانتداب البريطاني على فلسطين وقامت بريطانيا باحتلال الجزء الجنوبي من فلسطين وسمحت بالهجرات اليهودية وكانت نسبة اليهود في فلسطين في ذلك الوقت لا تشكل سوى ٨٪ من السكان العرب.
وبدأت الهجرات اليهودية تتوالى إلى فلسطين وتشكلت المنظمات الصهيونية المسلحة بدعم الانجليز حتى تمكنت في عام ١٩٤٨ من احتلال ثلاثة ارباع فلسطين واعلان قيام دولة إسرائيل.
ونشأ الصراع العربي الاسرائيلي ووقعت عدة حروب أسفرت عن هزيمة العرب واحتلال بقية فلسطين وسيناء والجولان وآل الأمر إلى عقد معاهدات الصلح مع إسرائيل ولكن دون جدوى في استعادة الأراضي المحتلة وكان الخاسر الاكبر في هذا الصراع الشعب العربي الفلسطيني الذي يذوق مرارة الاحتلال يوما بعد يوم بعد أن ترك وحيدا في مقاومته لعدوه.
ويتمادى الدعم الغربي لإسرائيل وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي قدم رئيسها دونالد ترامب هدية صفقة القرن التي أعلن عنها في شباط لعام ٢٠٢٠ والتى تكرس الوجود الاسرائيلي في الضفة الغربية وضم المستوطنات وانكار حق العودة وإعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وضم الجولان......... الخ دون اعادة اي حق للفلسطينيين.
ونرى ان هذا الوضع غير مستغرب في ظل التمزق والتشتت العربي واختلاف أهداف العرب وغاياتهم، واضف إلى ذلك انها دول تأكل من إنتاج عدوها وتلبس من صناعته وتشتري السلاح منه، فمن أين سيأتي النصر.