كورونا يضرب بجدران العالم السياسية
زمن الخزاعلة
02-11-2020 06:49 PM
يبدو فايروس كورونا وما يحمله من تهديد للبشرية اشبه ببرنامج غيّر العالم وانظمته الاقتصادية والاهم انه عمل على تغيير المفاهيم والقيم المرتبطة بحياة البشر وارتباطهم بمجتمعاتهم الكبيرة والصغيرة، فقد ضرب على مدى الاشهر الماضية الانظمة الاقتصادية بكل قطاعاتها السياحية والتجارية والنقل وفتك بصحة الانسان وهددها وبقي امامه جدار هو الاقوى وهو جدار السياسة ..فهل يفعلها؟
المشهد الوبائي على الكرة الارضية يرسم لنا خارطة تمكننا من فهم اعمق وتنبؤ ادق لما يمكن ان تؤل له الاوضاع إذ نجد أن نشاط الفايروس يتركز في الجهة الغربية من الكرة الارضية مع اجزاء من الشرق الاوسط وشمال افريقيا "وهي تصنف بؤر ساخنة بينما نراه اقل نشاطاً في الشرق وفي الشرق الادنى.
هنا نسمع فايروس كورونا المختبئ في ثنايا الاشياء كل الاشياء وكأنه يهمس في اذننا كفى يا قوم كفاكم انتهاكاً لكرامة الانسان وقيمه، ولكنه يؤشر لنا من خلال نشاطه المحموم ان الانسان لم يعد أميناً على الانسان، وانه لا بد من إحداث تغيير حتى لو كلف الامر تغيير الفكر والمعتقدات.. الخ التي بمجملها تسببت في نزاعات بدت وكأنها صراع على ثروات وحقوق ولكن في باطنها هي اعمق حتى تصل الى المعتقد ونهج الحياة الذي يعتمد على الفرقة والعنصرية بين بني البشر.
وعندما نوسع زاوية الرؤيا نجد أن حراكاً ديمقراطياً لتغيير الكثير من المعادلات السياسية الاكثر حساسية وبخاصة العالم الغربي منها تتزامن مع ارتفاع وتيرة نشاط الفايروس حتى بات لزاماً علينا الربط بينها ولو من باب فتح الباب للتكهنات والاستنتاجات والتحليلات لما يمكن ان يتغير الحال والملفت ان معظم تلك الانتخابات تجري في اجواء محمومة وسباق لا يرحم بين قوى داخل النظام الواحد ومنها الانتخابات الامريكية التي تتم في هذا العام وسط توقعات كلها تقول ان المعركة تاريخية في هذه الانتخابات وان الطرفين المتناحرين على السلطة في امريكا يعبران عن فهم دفين لما يريده فايروس كورونا من هذا العالم.
وهنا نتساءل هل يتحرك كورونا وتداعياته نحو سحب البساط من تحت جهة دون الاخرى، الايام القادمة حبلى بالاجابة الدقيقة عن هذا التساؤل والذي وان حمل فنتازيا فكرية الا ان الوقائع تجعله سؤالاً مشروعاً بل ملحاً ايضاً.