لا أحتاج لتوكيد رغبتي ودعائي لكم بالتوفيق لان نجاحكم نجاح للبلد والناس، لكن النجاح يتطلب سياسات واستراتيجيات وغيرتي تفرض أن أقدم لكم اقتراحات محددة لدراستها وأخذ ما ترونه منها:
١. ورثتم عن حكومات سابقة ارثا" اقتصاديا" صعبا" لم يتقوا اللهَ في البلد حيث اقترض رئيس ستة مليارات بينما اقترض الثاني أربعة مليارات وصار الوطن مثقلا" بالديون عبر هذه الجرأة التي وافقهم فيها للأسف غالبية البرلمان !!! ولم نر نحن الأردنيين أثرا" لهذا المال المقترض فأرجو أن تبتعد عن هذه السياسة المدمرة .
٢. وراحت الحكومات لتضرب الشعب باليد الأخرى عبر رفع الأسعار وسياسة الجباية التي لا تعود على الناس خدمات مرئية فصار المواطن بقرة حلوبا" للعاجزين عن الابداع في السياسة الاقتصادية الوطنية لان الوصفة البنكية هي اسهل الوصفات ولكنها بالتأكيد لا علاقة لها بمنطق ولا وطنية ولا مستقبل أفضل .
٣. واتبعت الحكومات السابقة سياسة التنفيع للحبايب والأصحاب في الوظائف العليا والعقود وشراء الخبرات وإسناد مجالس الإدارة للمترعة جيوبهم وأرصدتهم دون رقيب ولا حسيب . ويكفي أن أقول أن أكثر من رئيس راح يهرول من أجل ولده متأثرا" بالفلم الهندي " من أجل أبنائي " !!!!.
إن المطلوب يا دولة الرئيس تغيير السياسة الاقتصادية العمياء المدمرة وإعادة النظر في الإفادة من الموارد البشرية بدءا" بالوزير والأمين العام والسفير و المفوض و رئيس الجامعة ومجالس الإدارات.
كما لابد من ثورة بيضاء في التعليم الذي تحول إلى تجارة لم تنشأ الجامعات لها فيكفي أن القطاع الخاص يهدف للربح في الجامعات والمدارس ويدفع الأردني دم قلبه من أجل تعليم لا يجده في المدارس الحكومية . فلنتحرك بأرقام في بناء المدارس وتأهيل المعلمين وتكريمهم حتى لا يتحول الوطن إلى سوق مالي يتبارى فيه ذوو الأموال بينما الفقراء يتلقون الصفعات.
إن إعلامنا دولة الرئيس لا علاقة له بالواقع فنفس السياسة من أيام عبده موسى وسميرة توفيق ويا هلا بالضيف !! والمنبر التلفزيوني لمن يقول ما تريده الحكومة وليس لمن ينصح ويغار على بلده.
وأنتم اليوم دولة الرئيس تعدون الموازنة فإننا نتطلع لموازنة صحية تعليمية اجتماعية بعيدا" عن شراء السيارات والأثاث وكل مظاهر الرفاه . ان الوضع الصحي يتطلب سرعة بناء مستشفيات وتجهيزها وبخاصة بالموارد البشرية والأجهزة الحديث فلتقم بعملية جراحية في الموازنة فلا يبقى في موازنتنا التقليدية سوى بند الرواتب وبعد ذلك الصحة والفقر والبطالة وكل العناوين الاجتماعية والاقتصادية .
اتمنى لكم التوفيق .