موازنة 2021 في كتاب التكليف السامي
د. عاكف الزعبي
02-11-2020 01:52 PM
يعتبر إعداد الموازنة من بين أهم مسؤوليات الحكومة باعتبارها خطتها لسنة قادمة تتضمن جهودها للنهوض التنموي في كافة مجالاته، ويفترض أن تمثل في نفس الوقت امتداداً لجهد تنموي سابق متواصل، وتمهيداً لجهد تنموي لاحق لسنوات قادمة. وهو أمر لم يكن منتظماً على امتداد الحكومات التي طالما سلكت كل واحدة منها اجتهادها الخاص بها.
لكن موازنة العام القادم 2021 تختلف عن غيرها في ظروفها وما هو مطلوب منها حيث يتم إعدادها تحت تداعيات الوباء التي تركت اثاراً عميقة على الوضع الاقتصادي قلبت موازنة العام الحالي 2020 وأملت على الحكومة محددات قاسية لموازنتها القادمة 2021 بما اورثته لها من عجز في الموازنة قد يصل الى 2,5 مليار دينار، ومن ضرورة لزيادة الانفاق الصحي في ظل انخفاض في الايرادات بات مؤكداً.
في تلخيص ما هو مطلوب من موازنة 2021 ليس هناك ما هو أفضل من العودة إلى كتاب التكليف السامي للحكومة الذي نص على ما يلي "ان يتم اعداد الموازنة اعداداً مناسباً وواقعياً، بحيث تعكس الايرادات والنفقات المتوقعة، وتركز على تحفيز الانتاجية واستمرار تحسين الخدمات، وتحقق الكفاءة في ادارة موارد الدولة وضبط الانفاق، بالاضافة الى تحسين الايرادات عبر مكافحة التهرب والتجنب الضريبي والجمركي دون مغالاة على المواطن والقطاع الخاص. وهذا يتطلب الاستمرار في تطوير المنظومتين الضريبية والجمركية وادواتها بشكل يضمن حقوق الخزينة العامة ويمكنها من تقديم الخدمات المثلى التي يستحقها المواطن، والتركيز على تعزيز الاستقرار المالي والنقدي، وتحصين الاقتصاد الوطني من الازمات وحالات الطوارئ".
على الحكومة ان تهتدي بكتاب التكليف الذي يلخص مطالب المجتمع كأساس لهندسة الموازنة وهو ما يعني توفير التمويل الكافي للقطاع الصحي، وتوفير السيولة المالية في السوق بأقصى ما تستطيع، والدخول في شراكة اقتصادية مع القطاع الخاص، وتخفيض ضريبة المبيعات على السلع الأكثر استهلاكاً من الفئات الوسطى والاقل دخلاً، وتفعيل التحصيل الضريبي بما في ذلك عمل التسويات المناسبة، وخفض الضرائب على الصناعة والتجارة، والاهتمام الخاص بقطاعي السياحة والزراعة. والنظر في مشكلة المتعثرين مالياً، ودراسة تأجيل الاقساط المستحقة للبنوك بفوائد مخفضة، بالاضافة إلى خفض الفوائد على القروض بالتفاهم على ذلك مع البنوك. واسناد المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وزيادة مخصصات شبكة الامان الاجتماعي.
على جميع اجهزة الدولة التعاون التام مع الحكومة والعمل بروح الفريق الواحد، ونتمنى للحكومة كل التوفيق، وكان الله في عونها على حمل المسؤولية الثقيلة التي تنتظرها.