«لا أحد يخلص بمفرده - السلام والأخوّة» هو الشعار الذي رافق لقاء الصلاة الشامل لكل الأديان، في روما، بتنظيم من جماعة سانت إيجيديو الكاثوليكية الناشطة في مجال العدل والسلام حول العالم، وفي ختامه وجّه رؤساء الكنائس وممثلو الأديان نداءً حارًا، من أجل السلام العاجل، إلى رؤساء الأمم والسياسيين.
تم اللقاء في ساحة الكابيتول في العاصمة الإيطاليّة، وهي الساحة التي تمّ التوقيع فيها عام 1957 على معاهدة روما الشهيرة حيث تم تأسيس المجموعة الاقتصاديّة الأوروبيّة التي شكّلت أساس الاتحاد الأوروبي اليوم.
ما الذي لا يستطيعه أحد، أو دولة وحدها، دون غيره/ها؟ ولماذا لا يستطيع أحد أن يخلص بنفسه ؟ لانّ الحلول المرضية لمعضلات البشرية هي معقدة، وتحتاج الى جهد جماعي لحلها. فالبشر يبحثون عن حلول حاليا لقضايا وأزمات الحروب والسلام، والجائحة ومعالجتها، والجوع والحصول على الغذاء، والاحترار العالمي، والتنمية القابلة للبقاء، وهجرة السكان، والقضاء على الخطر النووي، والحدّ من عدم المساواة. لذلك يدعو النداء الموجّه من القادة الدينيين إلى القادة السياسيين إلى أن نزيل لقب «الآخرون» إلى لقب «نحن»، ولذلك صرخوا بصوت واحد «لا حرب بعد اليوم»! فيما دعا الموقّعون إلى «هندسة جديدة للسلام»، فتتوحّد القوى من أجل الجهود واستغلال كل الوقت لاحتواء انتشار الفيروس إلى أن نجد اللقاح المناسب وأن يكون بمتناول الجميع.
ما أجمل هذا النداء، وما أقوى بلاغاته في هذا الوقت العصيب الذي يهدّد الأسرة البشريّة برّمتها، أتراه يدعو إلى يوتوبيا مثاليّة لا تتحقق؟ بالعكس فالحلم أولاً حقّ الإنسانيّة، وأنّ وقت جائحة كورونا، ليس وقتا لمضاعفة جهود الحروب والنزاعات، بل هو وقت مناسب وزمن لطلب رحمة الخالق على الخليقة الأحبّ إلى قلبه تعالى: الإنسان. وحان الوقت لكي تسخّر قوى الإنسانيّة من أجل علاج جروحات الإنسانيّة، لا من أجل مزيد من التسلّح لقتل الإنسان لأخيه الإنسان.
فلنصغِ إلى هذا النداء الإنساني الرائع والبليغ الذي أطلقته حناجر رؤساء الأديان جميعها، ولنكرّر معه: «لنكن صنّاع سلام مبدعين، ولنبنِ صداقة اجتماعيّة، ولنجعل ثقافتنا ثقافة حوار وأخوّة وسلام، لا ثقافة عنف وانقسام ونزاع».
رافقتكم السلامة!
(الرأي)