في حال فوز المرشح «بايدن» في الانتخابات، فإن تبدل السياسة الأميركية تجاه منطقتنا يكون ممكناً، لكن ذلك بالتأكيد لن ينعكس كثيراً على القضية الفلسطينية. فالجمهوريون والديمقراطيون لا يختلفون من حيث الجوهر على دعم إسرائيل المطلق، وإن تباينت الأساليب بين الحزبين.
إلا أن إدارة «بايدن» لن تكون متحمسة لصفقة القرن، وسوف تُبدي تمسكاً ولو «لفظياً» بحل الدولتين، وإن كنت أشك في أن يتم التراجع عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، إلا أن من المحتمل إعادة التواصل بين الإدارة الجديدة والسلطة الفلسطينية. كما يمكن أن يخف مستوى الضغط الأميركي على العرب بشأن علاقاتهم مع إسرائيل.
إالتبدل الممكن في السياسة الأميركية سوف يكون نحو إيران، ذلك أن «بايدن» وإن تم انتخابه، فأن إمكانية إعادة بناء العلاقة مع إيران واردة، وعلى قاعدة الاتفاق النووي الذي وقعته الولايات المتحدة والأوربيون وروسيا مع إيران في السابق. مع امكانية أن تجري مباحثات لتعديل الأتفاق بصورة غير جوهرية، ما يتفق مع المتغيرات الدولية وقبول ايران بهذه التعديلات على الأغلب. أي أن توتر العلاقة الأميركية الأيرانية، سوف ينتهي أو لنقل يتراجع مع امكانية انتهاء العقوبات الأمريكية الواقعة على أيران ولو بصورة تدريجية.
إن علاقةً ما متوقعة تتسم ببعض الإيجابية بين إدارة بايدن مع كل من إيران وروسيا، ربما تقود إلى تفاهمات حول الوضع السوري، خصوصاً وأن الحكومة السورية قد أنهت الحرب إلى صالحها، وأنه ضرب من المكابرة التمسك بالشعارات القديمة حول تغيير النظام في دمشق بالقوة.
أهم ما ننتظره من انتخاب «بايدن» رئيساً للولايات المتحدة. ويشكل اختراقاً جوهرياً في المنطقة، هو تطبيق سياسة الحزب الديمقراطي المعلنة تجاه ضرورة انهاء الحرب في اليمن، ما يُمّكن من جمع كافة الأطراف اليمنية على قاعدة نظام سياسي يُعيد الأمن والسلام لليمن، ويحافظ على وحدة الديموغرافية والجغرافيا اليمنية. فالحرب في هذا البلد العربي المبتلى منذ سنوات بكارثة الحرب الداخلية يحتاج إلى دعم دولي وخصوصاً من أميركا، حتى تصل الأمور الى نهاية سلمية طالما انتظرناها.
إن ما يثير القلق هو ما يتعلق بالعراق، ذلك أن «بايدن» وحين كان نائباً للرئيس في إدارة الرئيس الأميركي السابق «أوباما»، كان تبنى نظرية تقسيم العراق إلى ثلاث دول. نظرية أرجو أن يكون قد تخلى عنها، بعد أن أثبتت عدم جدواها. أمام تمسك الشعب العراقي بوحدة بلاده.
كما أعتقد أن إدارة جو بايدن سوف يكون على رأس أجندتها الاهتمام بمسألة حقوق الإنسان.
انتخاب «جو بايدن» من شأنه حقن السياسة الدولية بجرعة من التهدئة، كبديل لأجواء التوتر التي سادت العالم إبان إدارة الرئيس ترمب، فيعاد النظر في الموقف الأميركي من منظمة الصحة العالمية واتفاقية المناخ ولربما «اليونسكو». ولربما يكون «لبايدن» موقف من شأنه وقف تغول «تركيا – أردوغان» وتدخلاتها العسكرية والسياسية في سوريا والعراق وليبيا وفي دول شرق المتوسط عموماً.
وبعد. هي سويعات حتى نتيقن من أن الانتخابات الأميركية سوف تأتي بنتائج تقود إلى التغيير..
والله و الوطن من وراء القصد
(الرأي)