شهداء كورونا هل يستوفون حقوق الشهداء الرسمية
د. محمد حيدر محيلان
01-11-2020 07:26 PM
أما قبل فالحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه ونسلم بقضاء الله وقدره ولا نقول الا ما يرضي المحيي والمميت عز وجل. فقد استوفى هؤلاء رزقهم وعمرهم وانتقلوا للرفيق الاعلى، ولن يقدم الحرص او الوقاية ولا يقدم فقد حُمَ اجلهم واناهى عمرهم و ندعوا لهم بالقبول والرحمة في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر . ولاهلهم خالص العزاء والصبر.
ان هؤلاء الجنود المرابطين الذين باتت اعينهم تسهر في سبيل امننا وسلامتنا وما غفت لهم عين ولا اطبق لهم جفن ابناء الجيش الابيض الاطباء والممرضين والاداريين من الخيرة وصفوة الخبراء شهداء الواجب الانساني المقدس الذين قضوا وهم ينافحون عن حمى الوطن وأهله بصلابة ورباطة جأش وقوة وبطولة تاركين وراءهم اهليهم وعائلاتهم واطفالهم وراحتهم ناذرين انفسهم وارواحهم لحمايتنا من جائحة كورونا، هل انتهى امرهم وتم دفنهم واغلقت ملفاتهم!؟
فقد رابطوا وجاهدوا حق الجهاد وهم في الخط الاول من الجبهة يذودون عن ارواحنا وصحتنا مثلهم مثل المقاتل الذي يذود عن حمى وامن الوطن والمواطنين ويستوون بالواجب والمهمة المقدسة وشرف الوفاة الذي يرتقي لمستوى الشهادة، فلا يكفي ان يقوم دولة رئيس الوزراء والحكومة بالتأسف على وفاة هؤلاء الابطال والدعوة لهم بالرحمة ولاهاليهم باحسن العزاء وتمر الامور.
فماذا يختلف هذا المرابط في عيادته ومستشفاه ليل نهار يذود عنا ويضحي بنفسه امام عدو خطير جدا (فايروس حقير البنية والحجم لا يرى بالعين) والادهى انك لا تراه كالعدو المعروف فتقتله وتقضي عليه او تفر منه وتلوذ عنه ، ماذا يختلف الشهيد هنا من الجيش الابيض عن رجال الامن او الجيش الاخضر من المقاتلين الذين يقضون شهداء في سبيل الوطن واهله!؟
اليسوا سواء بالمهمة والواجب والمخاطرة والوفاة !؟ بل هؤلاء يواجهون خطر الموت وربما نقله لاهاليهم واطفالهم.
والشهداء في الإسلام عدا عن قتيل المعركة هم كثر منهم الذي مات في مرض الطاعون المشابه لمرض كورونا والذي يموت وهو يدافع عن اهله واسرته فهو شهيد كما ورد في السنة النبوية (1/1353- عنْ أبي هُرَيْرةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه. متفقٌ عليهِ.
2/1354- وعنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: مَا تَعُدُّونَ الشهداءَ فِيكُم؟ قالُوا: يَا رسُولِ اللَّهِ مَنْ قُتِل في سَبيلِ اللَّه فَهُو شهيدٌ. قَالَ: إنَّ شُهَداءَ أُمَّتي إذًا لَقلِيلٌ،"
قالُوا: فَمنْ يَا رسُول اللَّه؟
قَالَ: منْ قُتِل في سبيلِ اللَّه فهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في سَبيلِ اللَّه فهُو شهيدٌ، ومنْ ماتَ في الطَّاعُون فَهُو شَهيدٌ، ومنْ ماتَ في البطنِ فَهُو شَهيدٌ، والغَريقُ شَهيدٌ رواهُ مسلمٌ..
فهل تعتبر حكومة الخصاونة هؤلاء شهداء فعلا وبمعنى الكلمة وتصدر مرسوما باعتبارهم شهداء وتعاملهم معاملة الشهداء رسميا! ..
فقد قامت احدى الدول الشقيقة بصرف تعويض لمثل هؤلاء الشهداء يقترب من (المائة الف دينار) لعائلة كل شهيد من الجيش الابيض المرابطين في الصفوف الاولى من قضوا نحبهم ولا هانوا.
وغيرهم ما زال يذود ويكافح ويجاهد ممن ينتظر وما بدلوا موقفهم ولا هانوا.
لا يكفي ان نزجي لهؤلاء ولاهلهم عبارات المجاملة والتعزية ويمر قطار الحزن والالم والتأثر مسرعا ثم تنكفيء اسرهم على حزنها وألمها وربما ضياعها ان كان رب الاسرة الشهيد من الشباب ولم يصل لراتب تقاعد يستر اسرته من بعده واطفاله.
اطالب حكومة الخصاونة باسم هؤلاء واسرهم واطفالهم بان يعاملوا معاملة شهداء الجيش العربي والامن وان يحضى ابناءهم بمكرمة جلالة الملك الدراسية الجامعية اسوة باشباههم الشهداء العسكريين ومزايا اخرى تتناسب مع قدسية الشهادة والتضحية والفداء الذي قدمه ابنهم او ابيهم او امهم.. فهل يجد هذا النداء صدى او استجابة لدى الحكومة واصحاب القرار !؟
اذا كان هذا اكبر من صلاحيات الحكومة فأخاطب جلالة الملك ابو المكرمات الانسانية ان يكرم هؤلاء الذي جادوا بانفسهم وكرموا بها للوطن ان يتولى ملفهم وقضيتهم الانسانية وليس غريب ولا بعيد عن جلالة الملك عبدالله مثل هذه اللفتات والمكرمات.
ادعو لكل من قضى في سبيل هذا الوطن واهله وحماه بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الله في اعلى عليين ولاهلهم الاجر العظيم وللوطن العوض عن هذه الكفاءات والخبرات المميزة بان تفتح الحكومة باب التعيين للاطباء المتعطلين والجالسين في بيوتهم، ونحتسب هذه الجائحة والمعاناة والخسائر والالم والضائقة الاجتماعية عند الله فهو حسبنا ومولانا عليه توكلنا واليه ننيب.