facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




على هامش قمة سرت العربية


بلال حسن التل
30-03-2010 03:30 AM


- قادة الأمة هم إفراز واقعها والعمل الشعبي ليس أفضل من الرسمي
- اللقاء العربي خير من عدمه ونصف الكأس الممتلئ خير من نصفه الفارغ
- فليقدم كل من فسطاط السلم وفسطاط المقاومة كشف حسابه للأمة
- الكلمات والمواقف والقرارات تستمد قيمتها من امتلاكها أدوات التنفيذ

- قادة الأمة هم إفراز واقعها والعمل الشعبي ليس أفضل من الرسمي
- اللقاء العربي خير من عدمه ونصف الكأس الممتلئ خير من نصفه الفارغ
- فليقدم كل من فسطاط السلم وفسطاط المقاومة كشف حسابه للأمة
- الكلمات والمواقف والقرارات تستمد قيمتها من امتلاكها أدوات التنفيذ

حالة التشكيك, والإحباط, وفقدان الثقة والأمل, التي ترافق العمل العربي عموماً, والقمم العربية على وجه الخصوص هي حالة مرضيّة. لا يجوز ان نستسلم لها لاعتبارات كثيرة أولها: إن البديل سيكون أسوأ. فأن يلتقي العرب خير من أن لا يلتقوا. وأن ينقاشوا قضاياهم خير من أن لا يفعلوا. حتى وإن اختلفوا في الرأي. فاللقاء العربي على أي مستوى كان, يذكر بأننا أبناء أمة واحدة. ويردع الكثيرين عن التمادي في غيهم, وانفلاتهم من ضوابط الأمة الواحدة.
هذه واحدة أما الثانية, فهي هذا الهجوم المستمر والمقذع عن النظام العربي الرسمي واتهامه بكل الموبقات, دون ان نتذكر ما ورد في الأثر »كما تكونوا يولَّ عليكم«. وما نريد أن نقوله هو ان كل قادة الأمة هم من إفرازات واقعها. وبعضهم كان على يسار الأمة كلها في شعاراتهم وطروحاتهم ودعواتهم التحررية. أي انهم من طينة هذه الأمة. فلماذا وصل بهم الأمر إلى هذا الواقع الذي ترفضه جماهير الأمة? سؤال لا بد من مناقشته بهدوء وموضوعية, أما السؤال الثاني الذي يفرض نفسه فهو هل واقع العمل الشعبي العربي أفضل من واقع العمل الرسمي أم هو الآخر محل تشكيك واتهام وفقدان ثقة? وما الخلاص من ذلك كله رسمياً وأهلياً?.
وحتى نخرج من حالة التشكيك, والإحباط وفقدان الثقة, لا بد لنا أولاً: من ان نتدبر بقوله تعالى »إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم« لنفقه شرط التغيير. ولا بد لنا ثانياً: من تحمل المسؤولية الفردية من قبل كل فرد من أفراد الأمة ليؤدي واجبه نحوها ولا بد لنا ثالثاً: من ان ننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس. فمجرد اللقاء العربي خطوة إيجابية, في ظل حالة التشرذم والانقسام التي تعيشها الأمة. فكيف إذا تخلل هذا اللقاء الكثير من الإيجابيات كما حدث في مؤتمر القمة العربي الأخير في سرت, الذي صار فيه القادة أو بعضهم يتحدث بلغة الشعوب, ويعترف بان قرارات وتوجهات القادة لن تمر ما لم تتطابق مع تطلعات وآمال جماهير الأمة. بل لقد اعترف بعض الذين تحدثوا في قمة سرت بالخجل من جماهير الأمة, داعياً إلى الارتفاع الى مستوى طموحات الجماهير وهذه إيجابية يجب البناء عليها.
وإذا كان حديث بعض القادة, عن ضرورة الارتفاع إلى مستوى طموحات جماهير الأمة إيجابية, يجب البناء عليها. فإن حديث رئيس وزراء تركيا الشجاع رجب طيب أردوغان عن وحدة الأمة المسلمة, عقيدةً وتاريخياً وجغرافياً, وإعلانه الشجاع بان تركيا لن تترك دول الطوق فريسة لإسرائيل, وصرخته المدوية في وجه الصلف الإسرائيلي هي الأخرى إيجابية يجب البناء عليها.
وهنا تبرز أهمية دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لإنشاء رابطة للجوار العربي لا مكان فيها لإسرائيل. فقيام هذه الرابطة يعني أول ما يعني أن القوى الإسلامية الرئيسية الثلاث, التي بنت الحضارة الإسلامية, وصنعت المجد الإسلامي أعني العرب وتركيا وإيران قادرة على التعاون من جديد. وبناء صفحة جديدة في تاريخ الأمة الإسلامية, والحضارة الإنسانية. تنهي صفحة الغلبة والاستبداد الغربية, التي تعاني منها أمتنا. والتي يسعى أصحابها إلى ترسيخ حالة الفرقة والتشرذم, بين أبناء الأمة الإسلامية. بل وخلق الحروب بينهم, واستبدال عدائهم لمحتل أرضهم ومقدساتهم, بعداء بعضهم لبعضهم الآخر, كما يحدث الآن من خلال التأليب الغربي لبعض العرب على إيران المسلمة. لهذا كله فإننا ندعو جماهير الأمة ومؤسساتها الأهلية والمدنية إلى تلقف القيم والمفاهيم التي طرحها »الطيب« أردوغان, والمشروع الذي اقترحه عمرو موسى, وتبنيهما, والدعوة لهما, وجعلهما جزءًا من البرامج اليومية لهذه المؤسسات, وتحويلهما إلى ثقافة شعبية. فبمثل هذه الخطوات نقطع الطريق أولاً على حالة التشرذم التي تعيشها أمتنا. كما نقطع الطريق على محاولات أعداء الأمة الساعين لإغراقها في الفتن والحروب المذهبية, وصولاً إلى استبدال عدائهم للغاصب المحتل لأرضهم إلى عداء بعضهم لبعضهم الآخر.
ومثلما هي إيجابية مواقف اردوغان, ومقترح الأمين العام لجامعة الدول العربية, كذلك هو المقترح اليمني بإنشاء اتحاد عربي, نعتقد انه صار ضرورة ملحة, لوقف حالة التدهور والتشرذم التي يعيشها العرب. كما ان هذا الاتحاد يمكن ان يكون خطوة على طريق قيام رابطة أو اتحاد أو صيغة من صيغ التعاون المؤسسي بين العرب وجوارهم الإسلامي.
لهذا كله نقول: إنه لو لم يكن للقاء العربي أي فائدة إلا التذكير بأننا أمة واحدة. وتبادل الأفكار حول آليات وسبل وقف التدهور والتشظي والتشرذم, واستبدال ذلك كله بالتواصل والتعاون, فإنه أفضل من البديل عن القطيعة النهائية بين العرب. ولنتذكر أنه من الكلمة والفكرة, تنطلق الأشياء الكبيرة والعظيمة. وأنه من بين ركام الهزائم يبدأ الإعداد لمعارك النصر, إذا أحسنَّا التصرف, وإذا نظرنا إلى الجزء الممتلئ من الكأس. والأدلة على ذلك كثيرة, فمن دخان هزيمة 1967 انطلقت المقاومة الفلسطينية وبعد أقل من سنة على الانتصار الكاسح للكيان الصهيوني على أمتنا في حزيران ,1967 تمكن الأردنيون بمقاومتهم وصمودهم وتضحيات جيشهم العربي من تمريغ أنف الكيان الإسرائيلي في تراب وادي الأردن, وكان انتصار معركة الكرامة. ومن نيران هزيمة 1967 اندلعت حرب الاستنزاف التي قادت إلى انتصار رمضان .1973 ومن احتلال بيروت 1982 انطلقت المقاومة في لبنان التي جدعت أنف العدو الإسرائيلي على يدي مجاهدي حزب الله عام 2000 وأجبرته على الانسحاب من جنوب لبنان. دون قيد أو شرط ثم كسرت ظهر العدو عام 2006 عندما لم تمكنه من تحقيق أي من أهدافه. وهذه كلها وقائع تؤكد أن هذه الأمة ولادة. وانها أقوى من ظروفها. وأن فيها أبطالاً ينظرون إلى النصف المتلئ من كأس أمتهم فيعملون على ملئه.
لهذا كله فإننا ندعو إلى التوقف عن لغة التثبيط, ولنأخذ من كل واحد على قدر عزيمته. ولنناقش قضايا أمتنا بهدوء ورويّة, ومنطق وبالأدلة والبراهين. فإذا كانت أمتنا قد انقسمت إلى فسطاطين حول سبل المواجهة مع العدو, فراح فريق منها إلى فسطاط السلم والمسالمة, وانحاز فريق آخر إلى فسطاط الصمود والمقاومة. فليقدم كل منهما للأمة كشف حسابه بهدوء ومنطق. وعندئذ سنكتشف ان السلم والمسالمة لم يسفرا إلا عن مزيد من التعنت الإسرائيلي, ومزيد من الاستيطان, ومزيد من التهويد للقدس, وسائر المقدسات. وإلا عن بناء الحواجز والجدران العازلة ذات الطبيعة العنصرية. وان شيئاً من قرارات الشرعية الدولية التي تذرع بها الذاهبون إلى فسطاط السلم لم يتحقق. بل إن إسرائيل لم تحترم السيادة الوطنية لهم. مثلما لم تحترم اتفاقياتها وعهودها معهم. وإلا لكانت دولة فلسطين قد قامت منذ سنوات مضت على الموعد المضروب للحل النهائي وفق مدريد وأوسلو?!.
أما على الجانب الآخر فإننا نجد في كشف فسطاط المقاومة الكثير من الإنجازات. لعل في طليعتها منع العدو من تحقيق أهدافه من كل عدوان شنه, سواء على لبنان أو غزة. بل أكثر من ذلك وأهم من ذلك, فإن العدو الإسرائيلي لم يعد يعتبر حروبه نزهة, يقوم بها جنوده. لذلك صار يتردد كثيراً قبل أن يفكر بالإقدام على أي عدوان. صغر هذا العدوان أم كبر. ليس ذلك فحسب, بل إن المقاومة حررت أرضاً وأسرى. فإلى أي الفسطاطين يجب ان تنحاز الأمة في ظل هذا البيان لكشف حساب كلا الفسطاطين?.
وإذا كان بعض العرب المنحازين لفسطاط السلم والمسالمة لا يستطيعون الانحياز إلى فسطاط المقاومة! فلماذا لا يؤمنون بتنوع الخيارات لأبناء أمتهم. فيتركون للمقاومين خيارهم. دون أن يكونوا عوناً لعدوهم عليهم. فإذا كان من حق إسرائيل ان تلعب بورقة السلام, في الوقت الذي تمارس فيه عدوانها وصلفها على أمتنا, فإن من حق أمتنا ان تقاوم هذا العدوان وهذا الصلف دون أن يكون بعض أبنائها عوناً لها على المقاومين لعدوانها وصلفها.
خلاصة القول هي: إن اللقاء العربي خير من عدمه.
وخلاصة القول: إن النظر إلى النصف الممتلئ من الكأس خير من النظر إلى الجزء الفارغ.
وخلاصة القول: إن من حق أبناء أمتنا أن تتنوع خياراتهم. على أن لا تصل الى حد الخيانة. أو التفريط بالحقوق والثوابت. وعلى أن لا يكون بعضها عوناً لعدوها على بعضها الآخر. على أن ما هو أهم من ذلك كله هو ان نتذكر ان كل الكلمات, وكل المواقف, وكل القرارات لا قيمة لها, ان لم تمتلك أدوات التنفيذ التي تحولها إلى واقع معاش. وهذه قيمة مواقف وكلمات الذين انحازوا إلى فسطاط المقاومة من أبناء أمتنا. بعكس الذين انحازوا لفسطاط السلام, معتمدين على الشرعية الدولية, وعلى الوسيط النزيه. فتبين ان الشرعية الدولية عاجزة حتى عن حماية جنودها الذين تقتلهم إسرائيل, ومبانيها التي تدمرها إسرائيل. وقراراتها التي تضرب بها إسرائيل عرض الحائط. أما الوسيط النزيه فقد تبين انه شريك كامل في العدوان بدليل العدوان على لبنان .2006 وعلى غزة عام 2009 وعلى العراق حتى الآن, فهل ظل لأمتنا إلا ان تعتمد على ذاتها?! وان تفعل ما تقول وان تحترم قراراتها.
اللواء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :