* اقتضت الملصلحة العامة أن يُعلّق التعليم بالتمدرس (أي في البيئة المدرسية) للفصل الدراسي الأول (20/21)، وثمة قبول مجتمعي وتربوي على أن البديل هو التعليم الالكتروني / أو التواصل السريع/ عبر الانترنت من المنازل، وأن هذا البديل أصبح ضرورة مُلّحِة لأستمرار عملية (التعلّم والتعليم) في ضروف تفترض التباعد الجسدي في مختلف مناشط الحياة في المجتمع، ولا يستثنى التعليم من ذلك.
* وقد أشبع المتخصصون هذا النمط التعليمي-التعلمي بحثاً وتنظيراً، مع إبراز متطلبات نجاحه، وأدوار الأطراف المعنية به وهم الرباعي: المعلم والإدارة المدرسيةوأولياء الأمور (الأسرة) والطالب المتعلم نفسه- لتحقيق أهدافه المرجوة.
* يدرك القائمون على المؤسسة التربوية الصعوبات والمعيقات التي تَحدّ من فعالية هذا النمط التعليمي- التعلمي، مثل الفجوة بين من يمتلك الأمكانات ومن يفتقر اليها.... حيث يتمتع الطلبة في (مجتمعات الوفرة) بما لا يتاح للطلبة في (مجتمعات الحاجة)، ومثل امتلاك المهارات الفنية والإدارية والتواصلية لدى فئة ودون أخرى في المؤسسات التعليمية، وغير من الصعوبات المتعلقة بالبيئة التحتية وشبكات الاتصالات...
* وهذا الادراك يشكل نصف المشكلة، فأذا ما عرفت المشكلة، فأن التغلب عليها مقدور عليه، وذلك من خلال أدوار الأطراف المعنية المذكورة آنفاً، وهي أدوار متكاملة، فأي خلل في أي منها يؤدي إلى نتائج سلبية...
* ولدى متابعتي المستمرة لما ينشر عن التعليم وأحواله، بقدر الأمكان، محلياً وعالمياً، فقد عبرت في أكثر من مقالة عن ضرورة التكيف مع هذا النمط التعليمي- التعلمي الذي فرضه (عصر كورونا)،واقترحت أن نطرح مشروعاً مجتمعياً –وطنياً بعنوان (لاب توب لكل طالب) كاداة لتمكين الطلبة من التعايش مع هذا الجهاز واستخدامه على أفضل وجه ممكن.
* ومن أهم ما اطلعت عليه تصريح معالي الأخ وزير التربية والتعليم (أ.د تيسير النعيمي)، وهو يؤكد أن التعليم عن بعد ليس بديلاً للتعليم الوجاهي (أي التمدرس-ممارسة التعلّم والتعليم في البيئة المدرسية) بل هو معزز وبديل في حالة الضرورة... ونحن الأن في مرحلة الضرورة.
* ولكن الأخطر ما ذكره معاليه (أن الوزارة تدرك سلوك بعض أولياء وأمور الطلبة (بحل إجابات الأمتحانات عن أبنائهم)... ولكن حجم هذه الظاهرة غير معروف).
أن هذه المعلومة خطيرة ومزعجة:
-فهذا السلوك يتنافي مع مفهوم الرعاية الأسرية للأبناء، وهو تيسير عملية التعلّم والتعليم إيجابياً.
- وهذا السلوك يؤدي إلى تقبل الأبناء لعملية (الغش)- في التمدرس وفي الحياة المستقبلية، فضلاًعن تنافي الأمية، وفقدان الدافعية للتعلّم لديهم.
* ما هكذا تورد (الأبل أيها الأباء وايتها الأمهات)ـ فأنتم تضرون ابنائنا الطلبة.
* إن بامكان الوزارة اذا ما رأت (غلوا في العلاقات) أن ترجع إلى علامات الطالب أما قبل كورونا، لتحديد حجم هذه الظاهرة ومعالجتها... لمصلحة أبنائنا وبناتنا اذا لم يدركها الآباء وأمهات، وآمل أن تنتهي هذه الظاهرة.
الدستور