تغريد حكمت: وحدها "العدالة" تكبح جماح "العنف"
يوسف عبدالله محمود
01-11-2020 09:43 AM
إذا كانت النفوس كباراً تعب في مُرادها الأجسام
تغريد حكمت قامة قانونية رفعت رأس الأردن عالياً في المحافل الدولية، تدرجت في الوظائف الى ان غدت قاضية في محكمة الجنايات الدولية تنظر في قضايا الابادات العنصرية وتصدر الاحكام العادلة فيها.
ولعطائها المتميز غدت عضواً في مجلس الأعيان. وحالياً اختيرت عضواً في المحكمة الدستورية.
في حديث معها حول ظاهرة "العنف" التي باتت تسود العالم قالت تغريد حكمت "في اعتقادي أننا نكافح العنف بتسييد العدالة، وبإرساء دعائم "ثقافة المسؤولية". لا عدالة اذا اجتمع السيف والرأي الواحد في يد واحدة!".
وفي تعليقها على ظاهرة "العنف" أشارت الى ان من أبرز الأسباب في استمراريتها "غياب الرادع القانوني الصارم" الذي لا يقبل حلولاً وسطاً تأتي على حساب الحق العام.
وحيث سُئلت عن "الحالة الأردنية" أجابت بشفافية "صحيح ان المجتمع الأردني موصوف بأنه حداثي من حيث معايير الدولة فيه، ولكن من وجهة أخرى فإن البنى الاجتماعية والنفسية لا زالت مشدودة الى الماضي وممارساته وحلوله".
تغريد حكمت -مع حفظ الالقاب- كانت قد عزت "العنف" الذي يضرب العالم اليوم بما فيه عالمنا العربي والاسلامي الى انعدام او غياب "ثقافة المسؤولية" والى تراخي "الرادع القانوني"".
وحين سئلت عن "الارهاب" وكيفية محاربته قالت" "الارهاب" بات في هذه الأيام "فكراً ظلامياً" وعلينا ان نحاربه بالفكر لا بالسلاح فقط شريطة توفر الارادة.
أكدت هذه القاضية المرموقة على ضرورة احترام "العدالة" لدى تطبيق القوانين، فلا ينجو منها صاحب جاه او نفوذ".
ومع الاسف "فالعدالة" في أيامنا هذه يتم اغتيالها، فالقوي يتعدى على الضعيف.
حرية الشعوب يتم انتهاكها دون رادع يردع المعتدي. القوانين الدولية غدت حبراً على ورق لا يعيرها المستبدون أدنى اهتمام هم يدلعون فيها اللسان معتمدين على قوتهم وجبروتهم.
انظر هنا وهناك وبخاصة في عالمنا العربي والإسلامي تجد ان "البراءة الإنسانية" يتم اغتيالها لأتفه الاسباب. هذه "البراءة" باتت مكشوفة الظهر تُنتهك باستمرار.
"الحروب العبثية" تشتعل هنا وهناك. مليارات الدولارات تُنفق عليها، وعشرات الألوف من الضحايا هم وقودها. متى يصحو ضمير العالم فيوقفها!
في عالمنا المنكوب نتحدث عن "الحداثة"، حديثنا عنها غير شفاف. إنها -وكما وصفها احد المفكرين- هي "حداثة معطوبة" أنها لا تستوعب قيم الحداثة بمعناها الإنساني.
حداثتنا -مع الاسف- "مشوهة".
ما اكثر ما يُراوغ كبار المسؤولين في هذا العالم عند حديثهم عن الحرية والعدالة والسلام. نِفاقهم يَفضحهم! حديثهم عن هذه القيم هو "شقشقة لسان". أفعالهم لا تعكس أقوالهم هم يذبحونها بدمٍ بارد.
اختم بهذه المفردات التي وردت على لسان وقلم هذه القامة الوطنية "القاضي هو يد العدالة السماوية على وجه الارض".
وهنا أتساءل: أين هؤلاء الذين يطبقون "العدالة السماوية".
"العدالة السماوية باتت تلوكها الألسنة دون تفعيلها على الأرض! كم هي مُضارة العدالة.