فيضان يومي من الأخبار المقلقة عن فيروس كورونا ، سيل من التحليلات والاكتشافات حول ماهية المرض ، تهديد بنهاية العالم ، وعيد ، صدمات ، أقنعة سوداء وملونه ، غرامات ، مخالفات، أعداد هائله ، وفيات صادمه، وجوه مجهوله ، وفي كل إتجاه ننظر إليه نجده يدور حول هذه المأساة الإنسانية صباحا ومساءا ، وحتى بالأحلام فيروس كورونا يسيطر على تفكيرنا ويقود مشاعرنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا بالآخرين ، وحتى أنه يحكم علاقتنا بأنفسنا .لقد أصبحنا كبشر تحت سيطرة وجبروت هذا الكائن الصغير الخفي .لقد سلب قوتنا ، وجعل نقاط الضعف تتربص بنا . وخلق لدينا تباعد اجتماعي غريزي . لكن علينا أن نستمر بالمقاومة حتى نهزمه ، ونجعله يرضخ للإرادة البشرية بالقضاء عليه ، عن طريق تحفيز أنفسنا للسيطرة على أوضاعنا ونفسياتنا .وشحن حالتنا النفسية بشكل يومي لمقاومته ، ورفع معنوياتنا لتحفيز المناعة حتى لو أصابنا الفيروس اللعين .بعمل كل ما من شأنه رفع طاقتنا الإيجابية .
ان الخوف والقلق من فيروس كورونا له تأثير كبير على مركز الخوف في الدماغ المسمى اللوزة الدماغية.و هو أحد أجزاء الدماغ الذي يتفاعل مع نظام الإجهاد لإبقاء الجسم والعقل في حالة تأهب قصوى طالما نحن نشعر بالقلق والخوف . وتظهر الأبحاث أن مجرد التفكير بالخطر ، حتى لو لم يكن هناك خطر حقيقي ، يكفي لتحفيز اللوزة وتنشيط الاستجابة للضغط والتوتر .وتعطيل العديد من وظائف الجسم كجهاز المناعه .
أن التوتر النفسي يؤدي إلى تحرير هرمونات التوتر كالكورتيزول Cortisol . وهذا بدوره يسبب اضطرابات في نشاط الخلايا المناعية والمواد المنتجة من قبل هذه الخلايا والتي تؤثر بدورها على الجهاز العصبي.
إن القلق والخوف المستمر من الفيروس يؤثر على طبيعة النوم والأكل والتفاعل مع الآخرين، ويصبح الشخص منفعل دائما ومستعد للصراع ،ولديه إدمان على سماع الأخبار واحصاء الوفيات ، ويصبح في عزلة وانقطاع عن الجميع ...والعديد من الأعراض التي قد تختلف من شخص لآخر.
إن تقوية جهاز المناعة يحتاج بالأساس للوعي الذاتي ، والالتزام بمعايير وقواعد السلامة العالمية والتي باتت معروفة للجميع ،فنحن نلتزم من أجلنا ومن أجل خوفنا على من هم حولنا ، لنمارس الرياضة ونواصل أعمالنا اليومية بحذر ، ونعتزل الأخبار المقلقة ونخلق لحظات من السعادة حتى لو كانت لحظات قصيرة ومتواضعه ، ولنشغل أدمغتنا بما هو إيجابي حتى لو كان كل ما حولنا يتولن باللون الأسود .....فكل الأشياء من حولنا لن تستطيع قهر هذا الفيروس كما جهاز المناعة ، لا الممتلكات ولا الحسابات البنكية ولا المناصب ولا الجمال ولا الشهرة ، وكما قال غاندي الصحة هي الثروة الحقيقية وليس قطعة من الذهب أو الفضة .