رغم كل الخطابات الرنانة، رغم الصفير والتصفيق ، وقوة الهتاف والزغاريد ، يعلو صوت الصمت الشبابي في مشهد من التراجيديا المجتمعية ، لم يستطع احد ان يسكت صمتهم المزعج في كل لقاء ومحفل، همس الهموم المتراكمة، ضَعْفٌ فوقه ضَعفْ، خوفٌ من القادم وتعاطي للصمت الرهيب لنسيان الواقع.
لماذا الصمت ....
قابلت في ماض الايام كثير من الشباب يعلو جباههم الغضب، سرقت الهموم ابتساماتهم، يمارسون البقاء بصعوبة، في اعماقهم المشاعر الصادمة التي يرغبون في الإفصاح عنها وعندما تسألهم، يخيم الصمت، ثم الصمت ...والصمت.
هذه البلاغة الصامتة الفائقة، اختصرت كثير من النقاش، عندها تدرك صعوبة ما يمرون به ، شبابنا الذي نعول عليه الكثير ، يرفض الكلام !
هل بات الكلام بلا فائدة ؟ ام انه لا مستمع ولا مجيب ؟
أم انه الخوف من المجهول إذا ما نطقوا بالمعلوم ؟ !
حرية التفكير...
لا اعتقد ان التفكير بحد ذاته مقيد او ممنوع ، بقدر ما ان الكثيرين لا يمارسون التفكير باشكاله المختلفة ، رغم تفوق التفكير المخادع من قبل من يدعون القدرة على تطوير المهارات العقلية لدي الشباب ، فنهاك نظام دمغجة ممنهجة لكثير من الشباب من خلال برامج وآليات عمل تجعل من طرق التفكير ذات مسار واحد ، وهذا لا يتماشى مع منظومة الحياة الاجتماعية والثقافية وموروثها الديني ، لذا يصاب شبابنا بصدمة المحتوي والتناقض المجتمعي ليصبح الواحد يحمل في داخله ضده ، من هنا ظهرت بقوة فلسفة الصمت، مستخدمة استرتيجيات التفكير ومقيدة من إستراتيجية التعبير .
قيود حرية التعبير ...
في كل المجتمعات والبلاد يوجد قيود على حرية التعبير ، وذلك ضمن منطقية التحكم المطلق لأصحاب النفوذ في كل بلد ، فأنت لا تستطيع ان تنتقد من يمتلك القدرة على تدميرك او إسكاتك بدون مبرر ، هذا النظام الاجتماعي الخفي له امتداد وآلية عمل لا تعرف زمن او مكان ولا حتى التفريق بين الاجناس ، المصلحة العليا حماية النفوذ وتحقيق الاهداف مهما كلف الأمر .
الشباب يختار الصمت ...
ليس خيار لهم بقدر ما هو الحل الوحيد ، فاليوم يطالبون الشباب بالمشاركة في اتخاذ القرارات ، والانتخاب لمن يمثلهم والنهوض بالعمل والاقتصاد ، ودفعهم للمشاركة السياسية ، كل ما سبق وأكثر مطالبون به ، لكن لا يستمع احد لمطالبهم ، صراخ يدوي في اعماقهم ليصل الى أعناقهم إذا ما عبروا او طالبوا ، مطالبهم لا تتعارض مع النفوذ وأصحابه بل هي نهاية وجودهم ، فهل سيكون خيارهم التعبير بصوت عالي ام التزام الصمت .
حقيقة شبابنا...
يحبون الوطن يعشق الواحد منهم التراب الذي يعيش عليه ، وطنهم يعيش في قلوبهم قبل ان يعيشوا عليه ، هؤلاء يمجدون الحياة الكريمة والعيش بحرية ، حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.