رسائل ملكية للرأي العام العالمي
محمد يونس العبادي
28-10-2020 10:36 PM
جاءت تهنئة جلالة الملك عبدالله الثاني في ذكرى المولد النبوي الشريف عبر منصة "تويتر" مستحضرة من القرآن الكريم قولاً كريماً يحمل دلالات عميقة في ما يمثله الإسلام من تسامحٍ وقيمٍ عظيمة، وفي الآيتين الكريمتين دلالات أخرى هامة تستنبط من السيرة النبوية الكريمة.
رسائل الآيتين الكريمتين تعبران عن خطابٍ الإسلام وحضارته، وعظم السيرة النبوية، التي يحاول البعض اليوم تجاوز قيمها وتسامحها وميزتها بالمقدرة على صياغة مفهوم العيش المشترك.
فتغريدة الملك على قصرها، استحضرت دلالات الخلق والتكريم الإلهي للنبي عليه الصلاة والسلام، وفي عمق معانيهما معانٍ للتسامح وعلو القدر للنبي عليه الصلاة والسلام.
وفي خضم ما تمر به الأمة الإسلامية من هجمة متطرفة من يمين صاعدٍ يبحث عن مكسب انتخابيٍ منقلب ومتنكرٍ للقيم الإنسانية، فإن الخطاب الأردني اليوم بمفرداته وبمبادراته وبصياغاته كافة يضع النصوص الإسلامية أمام العالم لتبيان حضاريتها ولإظهار عقيدتنا الإسلامية الحقة.
ونحن في الأردن وريثي شرعية دينية لملوك بني هاشم، متصلة بالنسب النبوي الكريم، ودوماً ما نجحنا بأن نكون رأس حربة في صياغة الخطاب المضاد، المستند إلى مفاهيمنا الحضارية الواسعة من تسامح وحسن معاملة وحب الخير والجار؛ وقد تبنى الأردن على مدار السنوات الأخيرة، خاصة سنوات الموجة الأولى من الإسلاموفوبيا، الخطاب المضاد لهذه الموجة وما تنتجه من مفردات.. ونجح جلالة الملك في كثير من لقاءاته وخطاباته في تقديم الإسلام بعمقه العربي وإرثه المتسامح للعالم.
وفي الآية القرآنية الكريمة '' انا كفيناك المستهزئين" دلالات تسامح تسمو في كل الأزمان بالسيرة النبي ومقام الرسول الهاشمي الكريم، عن أي مس بمقامه، وهذا التكريم الإلهي جاء في سياق التسامح وحسن المعاملة للرسول الكريم، وهي مواقف ما زالت ترويها كتب السيرة النبوية ومعاملة غير المسلمين بالحسنى والحق، وحتى عندما حاول اليهود ايذائه (عليه الصلاة والسلام) فقد تسامي بكريم أخلاقه، وكانت دولة المدينة هي أول دولة سنت دستورا هو الصحيفة للعيش، وهي دولة إسلامية متسامحة اعترفت بحقوق من ينتمون للاسلام والمسيحية.
واليوم، يأتي الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك، مسجلاً أسلوباً جديداً في التعامل مع هذه الموجة المستهدفة لمبادئنا وديننا الحنيف، فالأردن كان من أوائل الدول التي ردت على هذه الموجة، في مواقف ورسائل رسمية وشعبية.
وجلالة الملك في تهنئته عبر منصة "تويتر" يهنئ بآيات قرآنية كريمة في ذكرى عزيزة تعيد قادة الرأي العالمي إلى أحد أبرز مصادر عقيدتنا وهو القرآن الكريم، في آيات تحمل في تعابيرها عديد المواقف للنبي الكريم وسيرته الشريفة.. هي رسائل ملكية تصوغ خطاب الرد على هذه الموجة المتصاعدة.. وهو خطاب الملك المتصل بجده الاعظم عليه الصلاة والسلام، والارث الهاشمي في قيادة الدور الحضاري والتاريخي.