يكاد حديث الناس أن يكون محصورا في المعكرونة (رمز الاقتصاد) والكورونا (رمز الصحة) وماكرون (رمز الاعتداء على النبي). باقي ما تبقى رتوش سواء كانت انتخابات وغيرها.
ما يهم الناس في الاردن وربما خارج الاردن اقتصاد بلدهم الذي تعرض لانتكاسات كثيرة بفضل سياسة الاقتراض التي قامت بها الحكومات وبخاصة آخر حكومتين "حوالي عشرة مليارات"! وكذلك فضل الفساد والفاسدين الذين ينهبون بالليل والنهار، وكذلك الخلل المتعمد في الإدارة حيث يوسد الأمر إلى غير اهله وهو ما نراه في تعيينات بعض رؤساء الجامعات، وتضخيم الأجهزة الإدارية وما يتبع ذلك من رواتب فلكية.
ما يهم المواطن معيشته ومعكرونة أولاده خبزهم وغماسهم، كل ذلك في ظلال "كورونا" والتي تتطلب من الحكومة الجديدة تقديم موازنة صحية جديدة وكبيرة باتجاه انقاذ الشعب عبر إقامة مستشفيات جديدة وتأهيل الموجود وتجهيز هذه المستشفيات بالأجهزة والقوى البشرية.
لتعلن الحكومة ثورة بيضاء في الموازنة فلا اثاث ولا سفر ولا مياومات ولا سيارات ولا عقود فلكية.
لتتجه الحكومة نحو المعكرونة الشعبية فالناس تريد العمل فلا بد من ايجاد الفرص عبر دعم مؤسسة التدريب المهني وعبر تقديم الأردني على غيره وعبر استنهاض القطاع الزراعي ودعمه وعبر الحد من الاستيراد وضرورة تخفيض الاستهلاك وتعظيم الإنتاج وفتح الأسواق للعمالة والبضاعة الأردنية الزراعية والصناعية.
لا بد أن تكون حكومة صحة واقتصاد بكل معنى الكلمة. اما ماكرون فأسوأ ما في الموضوع فقد رمى حجرا فمن يخرجه؟ ان العبث بالدين لا يمكن السكوت عنه وهي لعبة جُربت قديما فأتت على الأخضر واليابس لان الدين ليس لعبة وليس رأيا سياسيا له اوجه واحتمالات بل هو عقيدة. وكل صاحب عقيدة مستعد للموت في سبيل عقيدته ولا بد أن تدفع فرنسا الثمن باقتصادها حيث بدأت تتألم من المقاطعة.
وليس الهدف النيل من الشركات بل الهدف أن تصرخ الشركات في وجه ماكرون وتقول له: خربت بيوتنا واقتصادنا. ولا حل إلا أن تعتذر للمسلمين وتتوقف عن نشر ورعاية السخرية. ان لم يفعل فالحرب طويلة ومستمرة لأنها حرب ناعمة لكنها مؤلمة ولأنها حرب مع أمة لا مع حكومة. واذا فلت العقال فلا أحد يدري أن يصل هذا العالم الذي يتآمر على الوجود الإنساني عبر اللقمة والصحة والصراع الحضاري.