لعل ما يثير الجدل ان تأخذ القناعة معناها الجوهري حيث «الاكتفاء بالقليل» بصفتها كنزا بمعنى الاقتناع بما يحدث وما يُقال.
لعل القاسم المشترك هنا بين القناعة والتفرد هو الحرية، فالمعنيان مرتبطان بالاجتهاد والعمل فالجبر دائما ينتهي بالقسر الاجباري.
هناك وصية عظيمة لرسولنا الكريم «لا تغضب» مُحققاً التوازن بين الانسانية والذات حيث أصل الدين، بانياً أعظم جسور العبور في الانسانية..
الانسانية اصبحت ايضا مثيرة للجدل؛ إذ اختلطت الاوراق بين الحفاظ والمحافظة لدرجة التناقض، فمن هنا نشهد سفك الدماء بلا مبرر ومن هنا نرى وقفة أمام فعل ما، أيكون السبب عدم مواتاة ذاك الفعل لتلك الذات أو القناعة أم هو درجة ما وصلنا له من الادعاء او الصدق!؟ أم ان ردة الفعل غير متصلة بالفكر او القناعة بقدر ارتباطها بدرجة الفعل الذي يسلط الضوء على مواقفنا أي شد الانظار.
تماما كمن اطلق على الدنيا لقب « المعمورة « واجتهد في تخريبها او كأنظمة او قوانين همها ان تُسعد مواطناً هو بالاصل بين السعداء فكان القانون كالبرواز ليزداد منه بريقاً، فيأتي من يأخذ القانون نفسه ويتعب في تفعيله دون جدوى، ناسياً ان سر بريق القانون هو ذاك السعيد بالاصل رفيق الحضارة و الادب و الدين ....
« لا تغضب « كلمة وحرف وسطران في أبجدية الحكمة، أجبروا الحكمة ان تكون أولى المواقف التي تأتي بالأصل من التحرر من قيد النفاق وليس قيد القول، فحرية الشعوب هى وليدة قراءاتها الحضارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وانعكاسات تلك القراءات على جدلية التأثر والتأثير ودلالات الواقع العام، منتجاً جمالها في الاحترام التلقائي وليس على أمزجة تصب في الممنوع والمسموح والاحترام النابع عن خوف او نفاق.
الحكمة التي أعطت معظم معاني واهداف الحرية بأن تخطت الحدود التي احاطت بها لتُعزز الازمنة التي جاءت بعد حدودها، الحرية اصل ثابت لا يخضع للظروف والاحوال بل أزخمها اهلها صدقا وتصادقا وأمانة فتصبح المعاني ليصبح الفكر أداة للقناعات صادقة الذات.
حمى الله الاردن.
الدستور