الدعاية الانتخابية وتعظيم إنجازات الوطن
د. رياض الصرايرة
28-10-2020 11:42 AM
اما وقد بدأت الدعاية الانتخابية للسادة المترشحين لمجلس النواب التاسع عشر قد بدأنا نلاحظ ان بعض المترشحين في دعايته الانتخابية وتصريحاته اخذ بتقليص انجازات الوطن في دغدغة لعواطف الناخبين حتى ان بعضهم اظهر الوطن بلا إنجازات فاخذ يصرح بانه يسعى لإقامة المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس وشق الطرق وإيصال الخدمات الى منطقته او دائرته الانتخابية أو الوطن بأكمله مظهرًا ان الدائرة الانتخابية او الوطن وكأنه يخلو من المستشفيات والمراكز الصحية ويفتقد الى المدارس وشبكة الطرق به لازالت غير معبدة وباقي الخدمات غير واصلة مثل الماء والكهرباء وأحيانا يقفز هؤلاء المرشحون الى تصريحات خيالية تتمثل بالقضاء على البطالة وتأمين العمل لكافة العاطلين حال وصولهم الى مجلس النواب اذا قدر لهم الفوز بمقعد من مقاعد مجلس النواب الاردني وهؤلاء يتوزعون على:
مرشحون للمرة الاولى ويستغلون مثل هذه التصريحات لدغدغة عواطف جمهور الناخبين لكي يوصلوهم الى مجلس النواب على حساب جلد الذات وتقزيم إنجازات الوطن فليعلم هؤلاء السادة المرشحين أن الوطن بألف خير لإن مكتسبات الوطن وإنجازاته في تزايد بشكلٍ مؤسسي رغم شح الإمكانات وقلة الموارد التي يعاني منها بلدنا والتي لا تخفى على احد ويا حبذا لو انصرفوا هؤلاء المرشحون الى أمور اخرى مثل دور النائب الرقابي والتشريعي في محاربة الفساد وصون المال العام وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتوزيع مكتسبات التنمية بعدالة ووضع الحلول والخطط لمحاربة ظاهرتي الفقر والبطالة.
أمًا السادة المرشحون أصحاب السعادة من النواب السابقين فأننا نرجوا منهم إحاطتنا علمًا كجمهور ناخبين بالمقترحات والخطط والبرامج والاستراتيجيات التي تقدموا بها للمجالس السابقة والتي تم الأخذ بها من قبل الحكومات والتي لم يؤخذ بها لكي نتقبل تصريحاتهم ولكن الواقع مع الأسف أن الغالبية العظمى منهم لم نسمع منهم مقترح او تدخل في مناقشة تشريع او اي عمل رقابي حسب الوسائل الدستورية المتاحة للنائب لا بل أن بعضهم غيابه عن الجلسات أكثر من حضوره فكيف لجمهور الناخبين الاقتناع بتصريحاتهم والحالة هذه؟.
اما أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة المرشحون الذين كانوا جزءا من السلطتين التنفيذية والتشريعية في فترات سابقة وتبؤا منصب الوزارة والمسؤلية في مختلف الدوائر والمؤسسات في الدولة الأردنية وشاركوا بإلإضافة الى ذلك بمجالس النواب السابقة فأين كانو عن كل هذه الطروحات وهم في مواقعهم في السلطة التنفيذية ونوابًا في مجلس النواب؟
وهل أصبح جلد الذات أسهل الطرق للوصول الى موقع المسؤولية وعندها تتبدل التصريحات 180 درجة ويصبح كل شيء على أكمل وجه وليعلم هؤولاء السادة أن المواطن والناخب الأردني على درجة عالية من الذكاء ولا تنطلي عليه مثل هذه الممارسات فكفانا جلدًا للذات ولنعظم مكتسبات الوطن وليكن هدفنا جميعا إعلاء بنيانه بنية صادقة على أسس من المسؤولية التشاركية التي تبني على جهود من سبقوا وتصحيح الهفوات والاجتهادات الخاطئة إن وجدت والتأشير على مواطن القوة وتقويتها واعلائها وإزالة مواطن الضعف ولتكن المصارحة والشفافية طريقنا لإعادة الثقة بين المواطن والمسؤول.