في ذكرى مولد الهادي (محمد)
د.فايز الربيع
28-10-2020 12:41 AM
في إطار الذكرى يتحدث الاتباع والجند عن القائد، يتحدث المنصفون وأصحاب الأقلام، ويتشعب الحديث حول صاحب الرسالة أخلاقاً، ومنهجاً، عقيدة وشريعة، قائد جند ومحاربا، أباً وزوجاً وأخاً وصديقاً، حاكماً وسياسياً، اجتماعياً واقتصادياً وتربوياً ويجد الجميع بغيتهم فيمن ربي من خالق الإنسان، ليكون رسوله، قدوة، للإنسان وهو القائل «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» وسنتحدث عن بعض من هذه الملامح في شخصية الرسول ومنهجه في البناء والدعوة:
1- إن الحديث عن مولد الرسول ليس حديثا عن مولد شخص، أو مصلح، أو قائد وليس حديثاً عن النبوة وملامحها ومنهجها فحسب، إنما الحديث عن مولد أمة جديدة، وحضارة جديدة، هي أمة الإسلام، وحضارة الإسلام، وبمواصفات جديدة، وملامح غير مسبوقة، وهكذا توضع الذكرى في سياقها المتكامل.
2- إن الحديث عن مولد الهادي، هو حديث عن اكتمال منهج الأنبياء وحديث عن احترام رسالتهم، وتحديد الملامح مع إجماعهم، القائمة على النظرية الإنسانية، الإيجابية، دون إكراه أو إجبار أو ظلم أو اعتداء إنما رد للظلم ووضع حد للاعتداء، وهو حديث عن تصحيح مسارات عنوانها إعادة الاعتبار لإنسانية الإنسان، وحقه في الحياة والحرية وزيادة مساحة عقله في الاستعمال.
3- وهو حديث عن منهج النبوة، وليس حديثا عن ملامح إصلاح أفرزتها أمة العرب، بقدر ما هو انقلاب قادته أمة العرب فأصبحت به في مركز الريادة والقيادة، تعترف لها بهذا الفضل أمة الإسلام في كل حين وآن.
لقد تطاول عليك الجهلة والحاقدون كما تطاولوا عليك سابقاً والله سبحانه وتعالى يقول (انا كفيناك المستهزئين) لقد قرن الله اسمك مع اسمه والصلاة عليه ورفع لك ذكرك وشرح لك صدرك، وأقسم بعمرك، وعفا عنك قبل ان يعاتبك - إنها منزلة ما بعدها منزله - ايها الغرب الذي يتشدق بالحرية والتنوير ليس من الحرية أن تتطاولوا على نبي هو اقرب من النفس والأبن والأب والأخ لكل من آمن به، لكنكم تخافون من الاسلام وانتشاره لقد صفعتكم بل صعقتكم (مريم) وهي تنزل سلم الطائرة فجن جنونك كم انت عظيمة يا مريم، إن هذا الدين ناصره الله وسيظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
ان ابناءك اليوم يا رسول الله يقفون على مشارف عظمتك ومنهجك كل يحاول ان ينسج من طرفه خيطاً وما علموا ان الخيوط اذا لم تكتمل لن تنسج ثوباً متكاملاً ومتوازناً ومقبولاً وان الحق إذا كان أعزل سينتفش الباطل امامه وان الظلم اذا لم يقاوم سيدمر الأمة تماماً كما يدمرها الفساد الذي نهى منهجك عنه انها وقفة تأمل وإن الحديث عن ذكرى صاحب المولد محمد (الهادي) (البشير النذير) هو حديث عن السماحة والقيادة، القوة والجندية، التوازن والاعتدال، وهو حديث لن نفيه حقه في مقال ولكنها الذكرى، لعل الذكرى تنفع المؤمنين.
الرأي