د.معن ابو نوار يكتب عن : الحرب النفسية على الإسلام والمسلمين
28-03-2010 08:08 PM
مهما كانت الأهداف من الحرب النفسية التي تشنها بعض الدول الغربية على العرب والمسلمين في العالم ، فلكل دولة منها مصالحها العليا التي تسعى إلى تحقيقها ، ولكن الذي يقهر ويؤلم كل عربي ومسلم أكثر من أي شأن آخر أن العرب والمسلمين في العالم ساكنين ، ساكتين ، مهملين لهذا الشأن الرهيب وكأنه لا يعنيهم ، يقبلون تهميش مكانتهم وأماكنهم تحت الشمس الإنسانية ، راضخين لاستبداد الدول التي تشن الحرب النفسية عليهم وتهاجم مستقبل حياتهم وأجيالهم القادمة.
ربما لا تدري تلك الدول التي تعادي الإسلام والمسلمين ، أو أنها لا تقيم وزنا لنتائج هجماتها المتكررة ، ومساندتها لإسرائيل ، حتى وصل الأمر الى كظم الغيظ ، وقيام الشعور بحقد ملتهب في عقول وقلوب العرب والمسلمين على ما يصنعون، ومما يسيء إساءة بالغة الى مستقبل العلاقات العربية الإسلامية مع تلك الدول ، مما لا يريده العرب والمسلمين ولا يهدفوا إليه. ترى أمن أجل رضى الصهيونية العالمية تغامر الدول المعادية بمستقبل علاقاتها مع العرب والمسلمين كل تلك المغامرة المعتدية على كل ما هو عربي ومسلم ؟.
لقد أخذ الاعتقاد بأن العرب قد استسلموا لإسرائيل يسود تدريجيا بين الأكاديميين ، والأمر من ذلك كثرة التندر والسخرية الموجهة إلى من الأكاديميين الصهيونيين والمعجبين بهم في الندوات والمحاضرات . حتى وقف أستاذ صهيوني يصف كريكاتورا إنجليزيا ساخرا في حرب 1973 ، حول صورة عربي قبل الحرب يسير أمام زوجاته الأربعة ، وبجانبها صورة نفس العربي يسير خلف زوجاته الأربعة مقتربا من حقل ألغام بعد الحرب ….! حتى الحضور من الإنجليز لم يضحكوا لتلك النكتة الباردة كالصقيع.
وفي محاضرة أخرى عن الدبلوماسية البريطانية في الشرق الأوسط ، لم يقل محاضرين كلمة واحدة عن إلعدوان الإسرائيلي القائم على الشعب الفلسطيني ، بل تحدثا عن عدوان العرب على العرب ، وكيف وجد أحدهم " عبدا عربيا قد ربط نفسه على سارية علم المندوب السامي في أحدى الدول العربية مطالبا بتحريره ، فأعطاه المندوب كتابا رسميا يعتقه من العبودية ، وأهمل المحاضر تحرير بلال مؤذن الرسول ( صلعم) وأن الإسلام منع العبودية حال قيامه ، وأن عمر بن الخطاب أكد ذلك بقوله الشهير : " كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أحرارا " قبل ألف عام من قانون منع العبودية البريطاني ، والف عام قبل أن تستعبد بريطانيا شعوبا بأسرها في عهد الاستعمار.
كأن كل ذلك لا يكفي ، فقد دعت جامعة الأستاذ الجامعي التونسي محمد الطالبي ليتحدث في "التعددية الدينية في الفكر الإسلامي الحديث " ومما قاله ( وأنا أستغفر الله مليون مرة عن تكراره بالرغم من رفضه وشجبه) أن أسم الباري عز وجل ( الرحمن ) مشتق من اسم رحم الأنثى. ولم يقدر هذا الأردني على كبت غضبه ووقفت أوضح له أن إسم الرحمن تبارك وتعالى يعني اللطف والرقة ، وأن الرحيم مشتقة من الرحمة ، وأنه لا يوجد اسم واحد في القرآن الكريم ، ولا في الأسماء الحسنى ما يشير الى الأنوثة ، وأنه سبحانه وتعالى قد أمرنا: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ولأن الأستاذ استمر في فلسفته العمياء خرجت من القاعة لكي لا أزداد غضبا فأفقد السيطرة على تصرفاتي ، خصوصا بعد أن اقترح جعل الأماكن المقدسة في قدس الإسراء والمعراج ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مفتوحة لعبادة الأديان الثلاثة.
ترى لماذا دعوة ذلك الأستاذ بالذات ، ولماذا قال ما قال ضد "العنف الإسلامي" وكأن المسلمين هم الذين بادروا في العدوان ؟. ولماذا حاول اقناع الحضور بمعناه في "الرحمن" ذلك الاسم العظيم الذي لا يسمى به غير الله سبحانه وتعالى ، والذي لم يشك به أحد في تاريخ الإسلام سوى الرجيم مسيلمة الكذاب ؟.
كل ذلك يذكرنا بما حاوله سلمان رشدي في كتابه وقيئه الكريه ، وما تلاه من دفاع عن حريته في الهجوم على الإسلام والتاريخ الإسلامي وكرامة المسلمين جميعا.
كل ذلك والمسلمون نيام لاهون عن ما يصاب به دينهم ، فما الذي يبقى لهم بعده إن رضخوا للحرب النفسية الرهيبة ؛ واستسلموا للذل الذي يهم بهم ؟.