قال رجب طيب اردوغان: »من الجنون ان تعتبر اسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها« ... ولكن هذا هو الذي حصل بالفعل, حيث ضمت اسرائيل القدس المحتلة وتعمل على تحويلها الى حديقة توراتيه ضمن مشروع التهويد..
لقد اجتمع القادة العرب في قمة انقاذ القدس في سرت, وطلب الجميع ان يتحول القادة من الاقوال الى الافعال, والى اتخاذ قرارات جريئة جدية فعلية بدل قرارات الشجب والادانة, وقرر القادة تخصيص صندوق لدعم القدس وتعزيز صمودها بقيمة 500 مليون دينار...
رغم كل ذلك, لا اعتقد ان القادة العرب نجحوا في تغيير قناعة المواطنين العرب من الخليج الثائر الى المحيط الهادر لعدة اسباب:
1- المواطن العربي على يقين بان النظام العربي عاجز ومتهالك, وان لا تعاون مشترك بين العواصم العربية على الصعيد الرسمي, رغم الخطابات الحماسية..
2- المواطن العربي على قناعة بأن الدول العربية مسلوبة الارادة والسيادة, وان ليس هناك من هو قادر على اتخاذ قرار سيادي مستقل حتى بشأن القدس.
3- المواطن العربي يعرف تماماً ان اسرائيل لا تسمح بادخال الاموال الى القدس, وهو يعرف ان ادارة الاحتلال تمنع البناء كما تمنع ترميم البيوت الآيلة للسقوط, وهي التي تصادر وتهدم وتبني المستوطنات لذلك لا جدوى من جمع الاموال العربية!!
4- المواطن العربي يعرف ان الاموال لا تنقذ القدس, وهي وسيلة عربية للتهرب السياسي, اي عدم اتخاذ موقف سياسي عربي موحد بالضغط على الولايات المتحدة والدول الاوروبية لاجبارها على التدخل والضغط على اسرائيل لوقف تهويد وضم القدس ووقف الاستيطان في الاراضي المحتلة كافة ورفع الحصار عن غزة...
5- المواطن العربي يتطلع الى التعامل العربي مع القضية بكاملها اي القضية الفلسطينية بجذورها التي هي قضية الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وليس تجزئة القضية الى قضية تهويد القدس او الاستيطان في الضفة او حصار غزة .. هذه هي المشكلة..
اخيراً, اسرائيل هي التي رفضت عملية السلام وهي التي جزأت القضية الفلسطينية لتشتيت الجهود, وهي التي خلقت سلسلة من الازمات بهدف خلط الاوراق واعادة الامور الى مربعها الاول .. هذه هي الحقيقة, وعلى القادة العرب مواجهتها بصدق وجرأة وشجاعة...0
Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم.