ماكرون وفقره للحكم الرشيد بغطاء العلمانية!!!
أ.د. محمد الفرجات
27-10-2020 03:12 AM
الرؤساء والملوك يعتبرون في بلادهم صمام الأمام، ويحافظون على التنوع العرقي والديني والأصول والمنابت، لا بل ويصنعون منه القوة، ويكون رأس الدولة قريبا من الجميع، ويمنع تغول فئات الشعب على بعضها البعض، لضمان الإستدامة والعطاء والأمن الوطني، ويدعو لتماسك النسيج المجتمعي، ويمنع بسلطاته أسباب الفرقة، ويراقب عن كثب لكي لا تقع بلاده في المحظور وتنقلب ساحة حروب وصراعات.
الحفاظ على أمن البلاد الداخلي وضمان إستقرار مكونات النسيج الإجتماعي للدولة، من أهم دواعي الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي.
الرئيس الفرنسي على خلاف سابقيه من رؤساء فرنسا المتزنين كجاك شيراك وغيره، سلك طريقا وخطأ فادحا بإيذاء شعور ما يزيد عن مليار ونصف مسلم حول العالم، أي ما يشكل خمس عدد سكان الكرة الأرضية تقريبا.
رئيس دولة لا يعلم بأن المسلمين يشكلون جزءا لا يتجزأ من دولته ومن سكان فرنسا، ويعملون بشتى القطاعات والوظائف من إعمار وأعمال وصناعة وزراعة وتجارة ونقل وقطاع عام، ويسكنون كل حي في البلاد، ولهم علاقات وأواصر قوية وطيبة مع الفرنسيين، وغالبيتهم يحملون الجنسية الفرنسية، وعليهم واجبات ولهم حقوق.
الرئيس الذي يفتقر للحنكة السياسية، لا يعلم بنفس الوقت بأن محمدا صلى الله عليه وسلم نذكره نحن المسلمون في كل صلاة بصلواتنا الخمس ونصلي عليه، ونذكره عند إستحسان أي أمر طلبا للبركة والرحمة من الله تعالى، ونتبع سنته وهديه بحياتنا اليومية، وفي كل تصرف.
ولا يعلم هذا الرئيس الذي يدعي الثقافة بأن محمدا صلى الله عليه وسلم نقل آخر رسالة جاءت للبشرية من السماء، بقرآن معجز يملكه كل مسلم وكل بيت وكل طالب مدرسة، ورتلت ببيته عليه السلام آيات القرآن وسوره.
الرئيس الكندي والمستشارة الألمانية والرؤساء الأمريكان وغيرهم، ورؤساء فرنسا السابقين، جميعا كانوا وما زالوا يتمتعون بالحكمة والإتزان، ويحافظون على لحمة وتماسك شعوبهم.
ماكرون يريد فتح الباب للسخرية من الأنبياء وبغطاء العلمانية، ولا يعلم بأنه بقراره ومغامرته المراهقة قام بما يلي:
١- إثارة فتنة داخلية في البلاد بين نسيج المجتمع
٢- إثارة شعور شعوب الدول الإسلامية سلبا تجاه دولته
٣- تعريض إقتصاد بلاده وتجارتها الخارجية بمختلف أشكالها وصادراتها ومنتجاتها للكساد، بعزوف الشعوب المسلمة عنها
٤- تبني موقف سياسي محرج سيضطر للتنازل عنه قريبا، مما يضر بسمعة ومكانة الرئاسة الفرنسية
بالتأكيد، فالشعب الفرنسي بغالبيته العظمى لا يريد ذلك، ويحب كثيرا الإستقرار والهدوء، وسيبقى هنالك شاذا واحدا إذن، أثار الفتنة وعليه أن يتمتع بالشجاعة كآخر محطة في حياته السياسية ويتخذ القرار المناسب درءا للفتنة.