قارئات وقراء أعزاء يلفتون نظري أحيانا بأن المقال أو فكرته معادة، لا بل ان بعض هواة الأرشفة يحددون التاريخ وأوجه الشبه والاختلاف بين المقالتين. وغالبا ما أمازحهم وأناغشهم – أو أناغشهن-وأنجح في تعويم الموضوعات.
أما الحقيقة، فإني أعيد نشر بعض الموضوعات أو استخدام ذات الحكايات، إما لقيمتها الفنية والأدبية-وهذا ما يحصل نادرا-وإما لأن الهدف من نشرها سابقا لم يتحقق والمشكلة ما تزال قائمة، وهذا ما يحصل غالبا.
يقال بأن رجلا أقام دعوى قضائية على زوجته، ولما استدعاها القاضي للاستماع للتهمة والرد عليها، قال الرجل مدعيا:
- سيدي القاضي .. ان زوجتي تطلب منى منذ عشرين سنة دينارا صباح كل يوم، وأنا لا أستطيع ان ادفع لها، فراتبي محدود ولا يكاد يكفي متطلبات الأسرة.
سأل القاضي الزوجة إذا كان الادعاء صحيحا فلم تنكر أنها تطلب ذلك يوميا، ثم قالت:
- أرجو ان لا يفهم سيدي القاضي أني أريد دينارا كل يوم من زوجي .. كل ما أريده دينارا واحدا مرة في العمر ثم أغلق فمي، لكني اطلبه منذ عشرين سنة ولم يعطني إياه.
هذا ما يريده الكاتب: ان يحقق ما يكتبه الهدف ولو لمرة واحدة، ثم ننتقل إلى موضوع آخر.
قبل أسبوعين تقريبا كتبت مقالا ذكرت فيه الثقوب المسدودة بالعجلات الكبيرة على جسر شركة الدخان بين مادبا وعمان، على سبيل سوء التخطيط بعد نشر المقال تم إزالة العجلات ووضع الغطاء الحقيقي للمنهل او ما شابهه.
هكذا فقط، بالتغيير والإصلاح تستطيعون منعنا من تكرار نقدنا للأخطاء، حتى لو كانت صغيرة مثل قصة العجلات بدل الغطاء الحديدي، ومع ذلك فقد تنقذنا من حوادث سير رهيبة.
(الدستور)