في ظل كل ما يحيط بنا من ظروف صعبة نتيجة الجائحة التي هزت العالم وألقت بضلالها على الاقتصاد وعلى نفسية البشر وإحساسهم بالحياة، نحتاج إلى يقظة حقيقية وتأمل عميق لكل ما يحدث. أن مواجهة كل شيء على حقيقته مهما كان مؤلما حاداَ بات ضرورة لا ترفا فكريا.
كيف يمكننا الانطلاق خارج أنفسنا إلى هواء الحرية النقي بطمأنينة حتى نتمكن من البدء بقناعة أننا سنملأ الكأس الفارغ من جديد وسنطرق بوابة المستقبل بكأس مترع بالطاقة والإرادة والعزم على تغيير الواقع المر.
هل يحتاج التغيير إلى تدمير كل شيء للبدء من جديد بقناعاتي، لا. فكرة قلب الصفحة وفتح ورقة جديدة في الدفتر بدون دراسة كافية للمتغيرات والأحداث بدون تحليل كافي وشافي ووافي للواقع هو مضيعة للوقت.
حكومة جديدة بشخصيات وقامات بعضها قديم والبعض موجود دائما في المعترك السياسي. سقف التوقعات لدى المواطن مرتفع، فنحن نعيش على حافة أمل نستمده من عزم القيادة الهاشمية التي تمنحنا الإحساس بالثقة.
اختيار القيادات السياسية في تشكيلة الحكومة ومجلس الاعيان حكم بعضها التخصص والبعض اعتبارات أخرى لا علاقة لها بالتخصص. فحصة المرأة في التشكيلات كانت ضئيلة جدا حتى تسألنا هل المرأة أقل من إن تحمل عبئ المرحلة رغم أنها كانت دوما وفي كل الحضارات قائدة ورائدة ونجحت في العديد من المجتمعات في الحصول على لقب المرأة الحديدية.
بقناعاتي أن تقليص دور المرأة في المعترك السياسي هو عثرة في وجه التغيير والتطور والتقدم. المرحلة شائكة وعلى حكومة دولة الخصاونة عبئ ثقيل ومديونية ترحلت من سنة إلى أخرى وأن لم توضع استراتيجيات مختلفة في تركيبتها ونكهتها تناسب الظروف وتواجه المتغيرات وتقلل حدة التحديات سيبقى الحال على ما هو عليه.
أزمات ترحل، بطالة، فقر، وباء، فساد، هجرة الكفاءات ضياع الفرص المتاحة. لن نحدث التغيير الحقيقي إلا إذا اقتنعنا أن التشغيل الكامل للمجتمع بكل كفاءته هو حل في متناول اليد، وليس تدوير السلطة واحتكارها بيد الرجل.
ما زلنا كطبقة مثقفة نحلم بحكومة حصة المرأة فيها لا تقل عن 40% كذلك الاعيان ومجلس النواب نطمح بزيادة حصة المرأة لأنها نصف هذا المجتمع لأنها دؤوبة ولأن الفساد أقل في النسب العالمية في عملها بمختلف القطاعات.
عندما نستخدم نفس النهج كيف يمكن أن نتوقع نتائج مختلفة. حتى نحقق خطوة في الاتجاه الصحيح لابد من عمل تحليل جديد لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات في ظل الظروف الحالية كما يجب وضع استراتيجيات جديدة اعتمادا على نتائج التحليل ثم يتم وضع برامج وآليات عمل جديدة تضمن التنسيق بين مختلف الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة. لابد من العمل بذهن صافي ورغبة حقيقية لصنع التغيير على أن يتم إنصاف المرأة وأعطاها الفرصة للمساهمة بشكل أكبر في الاستراتيجيات.