تألق صاحبات السعادة السفيرات السعوديات
السفير الدكتور موفق العجلوني
26-10-2020 10:02 AM
ليس من السهولة بمكان اقتحام عرين الدبلوماسية، هذا من قبل الرجال، فكيف حال النساء اذن في هذا المسار ...!!! أقول ذلك من خبرة شخصية عاصرت الدبلوماسية منذ الدرجة الأولى الى اخر السلم الدبلوماسي ، ان لم تكون اسداً او لبؤةً سوف يرمى بك في غيابات الجب او تسقط سهولاً من اعلى درجات السلم الدبلوماسي ، فعليك ان تكون محصناً بالعلم و المعرفة و سعة الاطلاع و بكل مؤهلات الدبلوماسية و السياسة و الكياسة و مهارات الاتيكيت والبروتوكول و مهارات الاتصال و العلاقات العامة ، و المهارات اللغوية ، هذا كله لا بد ان يصاحبه ذكاء و فطنه وحس امني ، لان الدبلوماسية و السياسة بحر من الظلمات يحتوي على اسماك القرش و الدلافين و عرائس البحر و الحيتان والعديد من الكائنات البحرية النافعة و الضارة و بالتالي على الدبلوماسي و خاصة السفير ان يكون سباحاً عريقاً و صياداً ماهراً ايضاً و يعرف كيف يقاوم اسماك القرش و كيف يصاحب الدلافين و عرائس البحر ، و بالتالي فان لم تكن اسداً اكلتك الوحوش .
بالأمس أطلت علينا سمو الاميرة ريم بنت بندر بن سلطان كأول سفيرة للمملكة العربية السعودية في عاصمة أكبر دولة عظمى واشنطن (مقالي المنشور في عمون الغراء بعنوان واشنطن تستقبل اول سفيرة سعودية تاريخ ٢٦/٢/٢٠١٩) وها هي نعم خيرة الخيرة من السفراء وخير ممثل لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية، اثبتت تميزاً في دبلوماسيتها وإدارة دفة سفارة المملكة العربية السعودية في واشنطن، ومثالاً يحتذى للسفراء والدبلوماسيين.
واليوم يصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان اعزه الله، مرسوماً ملكياً بتعين آمال يحيى المعلمي سفيرة لدى مملكة النرويج. حيث أدت القسم سفيرة لبلادها في أوسلو، عبر الاتصال المرئي أمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبحضور ولى العهد الأمير محمد بن سلمان. وربما تكون اول حالة سفير ليس فقط في المملكة العربية السعودية ولكن في العالم من حيث أداء القسم عبر الاتصال المرئي.
لم يأتي تعين أمال المعلمي سفيرة جزافاً، فقد تولت منصب مدير عام المنظمات والتعاون الدولي في هيئة حقوق الإنسان الرسمية بالسعودية. وحياتها المهنية حافلة في المجال التربوي والتدريب والتنمية الاجتماعية، وتولت منصب مدير الفرع النسوي في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وعضوية اللجنة الإشرافية للانتخابات البلدية عام 2016 واللجنة الوطنية للحماية من المخدرات، وكذلك عملت مستشاراً للإعداد في التلفزيون السعودي. ولها مشاركات في عدد من المؤتمرات الدولية والمحلية، شاركت في افتتاح مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان والحضارات في العاصمة النمساوية فيينا وكانت لها الكلمة الافتتاحية. وتحمل أمال المعلمي شهادة دراسات عليا في الاتصال الجماهيري والإعلام من جامعة دنفر في الولايات المتحدة، وبكالوريوس آداب تخصص لغة إنجليزية من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في السعودية، بالإضافة إلى زمالة مركز الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة.
بنفس الوقت تنتمي السفيرة امال الى عائلة مثّلت المملكة السعودية في عد ة مواقع هامة في الدولة، فوالدها الفريق يحيى بن عبد الله المعلمي الأديب والعسكري السعودي البارز، وشقيقها مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة سعادة السفير عبد الله بن يحي.
من الملاحظ هنالك توجه واهتمام خاص من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان بإعطاء المرأة السعودية حقها في تولي المناصب القيادية في الدولة، فقد اثبتت المرأة السعودية جدارة وكفاءة عالية في كافة المواقع. وها هي السفيرة امال تنظم الى شقيقتها سمو الاميرة ريم بنت بندر بن سلطان سفيرة المملكة في واشنطن، والى العديد من القيادات النسوية السعودية اذكر منهن سمو الأميرة هيفاء المقرن بمنصب مندوبة دائمة للمملكة في الأمم المتحدة، وثريا عبيد في منصب الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، ولبنى الأنصاري وحنان بلخي في منظمة الصحة العالمية، واخريات كثر لا تسعف الذاكرة بسرد اسماؤهن.
اما على الصعيد الكفاءات السعودية الدبلوماسية ، فقد تشرفت بتقديم بعض الندوات لنخبة من الدبلوماسيات والدبلوماسيين في وزارة الخارجية السعودية بدعوة كريمة من المدير العام السابق لمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية و عضو مجلس الشورى الحالي سعادة الدكتور عبدالله السلامة ، حيث فوجئت حقيقة بالكفاءة المتميزة و سعة الاطلاع و الجرأة الأدبية العالية في الحوار والنقاش و طرح الأسئلة حول قضايا الساعة ، مقارنة بدبلوماسيات و دبلوماسيين في عدد من الدول الأوروبية والأميركية و الاسيوية كان لي تجربة تدريبية معهم في مجال المهارات الدبلوماسية ، بل على العكس فقد فاقت الدبلوماسية السعودية تلك الدول . وان دل هذا على شيء فهو يدل على الاهتمام الكبير الذي تولية القيادة السعودية بخلق جيل من الدبلوماسيات والدبلوماسيين الشباب مؤهل ومحصن في العلم والمعرفة لقيادة دفة الدبلوماسية السعودية الي ارقي معانيها ضمن توجيهات القيادة الحكيمة.
ولا يفوتني هنا وحسب شهادة زوجتي السيدة منى ال عيون العجلوني في مسيرتها الدبلوماسية معي خلال أكثر من ٣٥ عاماً، ان عقائل السفراء والدبلوماسيين السعوديين كن بمثابة سفراء للمملكة العربية السعودية الى جانب ازواجهن، وقد كن في قمة الدبلوماسية والخلق الكريم والكرم العربي الأصلي حضوراً وتمثيلاً وعراقة، وقد مثلن المرأة السعودية والعربية والمسلمة حق تمثيل وفي ابراز الصور المشرقة للمرأة العربية المسلمة.
وبالتالي فلا غرابة ان نرى الفتاه السعودية تتقلد أعلى المناصب الدبلوماسية في أكبر العواصم العالمية بكل ثقة وكفاءة واقتدار رافعة راية لا إله الا الله محمد رسول الله.