طلال أبوغزالة يقول: نحن مختلفون وهكذا يجب أن نكون
د. مشيرة عنيزات
25-10-2020 08:05 PM
إن باقات الورد عندما تطلبها تأتيك بمختلف الألوان والروائح والأشكال ولكنها بالنهاية تجتمع برائحة واحدة وفي سلة واحدة وتبقى وردًا.. وسلة الفاكهة أيضا قد تصلك مملوءة بما لذ وطاب من الفاكهة اللذيذة ولكنك تختار ما تحبه بالنهاية. فنحن معشر البشر كذلك نظل مختلفين في وجهات النظر وفي تقييمنا للقضايا والأمور، وإن اختلافنا في الحقيقة هو ما يجعل كل منا مميزا، ولكن ما يثير الاستفزاز أحيانا أن هناك من يعد وجهة نظره أو رأيه حقيقة و يجب اتباعها وأنه محق دومًا، ويحاول إقناعك بأن ما يراه صحيحًا فهو كذلك وما يراه خاطئا فهو كذلك أيضا وعلى الجميع أن يشاركه الرأي نفسه.
يقول طلال أبوغزالة "أنا أنادي بأن نخدم مصالحنا، أنا لا أطلب أن نعادي الآخرين، ولا أن نتصارع ونتصادم مع الذين يختلفون معنا، ولكن أقول إنه كما يفكر الغرب في مصالحهِ يجب علينا أيضا أن نخدم مصالحنا. ومن هنا أقول إننا ما زلنا في مرحلة تكوين لعقليتنا وعقيدتنا الاقتصادية؛ ماذا نريد أن نكون؟ وكيف نريد أن نكون؟ وإلى أين نريد أن نصل؟".
إن الاجابة عن الأسئلة السابقة تلخص معنى الاختلاف الذي يقود إلى التميز والذي يجب أن يكون، فماذا وكيف وأين نريد أن تكون؟ نعم! يعني أننا مختلفون في التفكير والعقلية والأشكال والأديان والأصول والطباع والألوان ومختلفون في المشاعر كذلك، ولكن تجمعنا المصالح المشتركة دون أن نعادي الآخرين أو نتصارع معهم، خاصة وأننا نشترك معهم في الاحترام والمحبة وحسن الخلق في المعاملة، فلم يعد يهم من أنت وما دينك وما أصلك وما سنك! وإنما كيف يراك الآخرون حين تعامل غيرك!
وعندما قام بيب غوارديولا مدرب كرة القدم المعروف بتعيين خوان ليلو مساعداً له، قال: "نحن مختلفون ولكن لابأس.. هذا أمر جيد، أنا لا أُريد مساعداً لي يتفق معي بكل شيء ويقف خلف آرائي، أُريد شخصاً يتحداني أُريده أن يدفعني وأن يُثبت أفكاره لي ويُثبت أنني على خطأ".
نحن مختلفون فعلا، ولكن الجميل في الاختلاف أن يكون برقي ويحضر كي يخدم الحوار الهادف الراقي، وعلينا جميعا أن نقدر الاختلاف طالما لا يشكل أذى لأحد ولا يعيق السير في تحقيق المصالح المشتركة، ولا يقود إلى التصنع.
ويقول طلال أبوغزالة "دوري دائمًا أن أحول الشعور بالإحباط إلى أمل. عندما يقول أحدهم: هذا شعب لا فائدة منه، وهذه أمة لا نفع منها. أنا أقول إن هذا الشعب شعب عظيم وإن هذه الأمة أمة عظيمة، وستنتصر على كل هذه الصعاب التي تمر بها. هذه الأمة ستخرج عملاقة من المحن التي تواجهها. ما زلت أؤمن بأن العرب أمة واحدة، وأمة عظيمة، وستنتصر في النهاية على كل التحديات التي تواجهها".
نحن نعيش تحت سماء واحدة وفوق أرض واحدة وخلقنا جميعا من التراب نفسه ونتنفس الهواء نفسه، وكل شخص فينا له اهميته وفائدته، ولا يوجد في الأرض أحد كما قال أبوغزالة لا نفع فيه.. ولكن نحن مميزون لأننا مختلفون.