تفرض عليك دائما المتغيرات السياسية والاقتصادية والوبائية اعادة نظر في الخطط والبرامج المخطط لها، والاساس استشراف المبكر للفرص والتحديات في كافة القطاعات الحيوية في البلد وتحليلها ووضع الخطط الاستباقية بعيدة المدى لها، بل واستباق التحديات الاقتصادية والاجتماعية القادمة.
الاردن اليوم يحتاج الى اعادة بناء استراتيجياته وآليات متجددة للمواجهة الانية، يأخذ بعين الاعتبار ثلاثة محاور رئيسية لبناء الاستراتيجية : محور آلية عمل الحكومة ومحور بناء القدرات ومحور وجهة المستقبل وتقع ضمن كل محور مهام وواجبات يعمل على تنفيذها ضمن جدول زمني محدد، وان كنا بإنتظار حكومة الدكتور بشر الخصاونة اعلان برنامج العمل لحكومته خلال الايام القادمة، لابد من وضع اطار عام لبناء الاستراتيجية الوطنية لمختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية يقوم على التشاركية بين مختلف الأطراف المعنية، وتبنى على المؤسسية البعيدة عن برامج الشخصنة التي تنتهي بانتهاء عمل افراد، ثم ان الموضوعية وقابلية الحياة والتطبيق والاطار الاهم في استراتيجيات المستقبل للاردن اليوم الاعتماد على الذات واستكشاف الفرص والاستجابة للتحديات والمستجدات.
علينا ان ندرك ان الاستراتيجية الجيّدة تأخذ في الحسبان الحواجز والموارد القائمة (الناس، والمال، والسلطة، والمواد،...) ، وذلك بتوفير المعلومات، وتعزيز الدعم، وإزالة الحواجز، وتوفير الموارد، ومن هنا فان الاردن يطلب استرتيجيات تتناول :
- استثمار الفرص الواعدة والمبتكرة، في العديد من المجالات، مثل الخدمات الذكية والرقمية، والتنمية، والثقافة، والأمن الغذائي، والتوطين، والمياه، والبنية التحتية والإسكان، والإعلام، والشباب، والكثير من الأولويات التي تهدف إلى تعزيز نمط الحياة وجودتها.
- تطوير الأداء وحماية المكتسبات والحفاظ على القيم ومواكبة المتغيرات.
- ترسيخ مفهوم التعلّم والتدريب وتطوير المهارات مدى الحياة
- تعزيز نمط حياة صحي ونفسي واجتماعي سليم للأفراد، يرافقه تعزيز لمهارات التفكير الإيجابي، وإطلاق شرارة الإبداع لدى الشباب.
- تحقيق منظومة لإنتاج الغذاء المستدام، من خلال توظيف التكنولوجيا وزيادة الإنتاج المحلي وتعزيز الشراكات، والتطلع نحو بناء اقتصاد معرفي بإنتاجية عالية
-تعزيز مكانة الأردن وتنافسيتها في مختلف القطاعات الاقتصادية، كاقتصاد المعرفة، والطاقة المتجددة والتعليم والصحة والخدمات، وغيرها.
التحديات التي نمر بها تحتم علينا المسارعة الى رسم خارطة طريق نمضي بها الى مستقبل، افضل من الحاضر ، خارطة تستبق التغيرات العالمية والمتغيرات الداخلية ،عبر منهجية تستشرف كل ذلك ، وتعمل على صياغته ،وصناعته ، ومواجهة هذه التحديات وتحويلها إلى فرص نبني بها ومنها للاجيال القادمة مستقبلا يعتمد على موارد الاردن الطبيعية والبشرية، يخاطب العالم بانجازات علمية وعملية، ويفرض حضوره في ميادين السياسية والاقتصاد والعلوم من خلال قواعد من التفكير والانتاج.
الاردن الذي يرسم استراتيجيته لمستقبله، يجب ان يكون على حجم الطموح .. طموح الاردني وقيادته الهاشمية التي قدمت ارادة سياسية لا تقارن.
(الدستور)