تعتبر فكرة الأردن كمركز إقليمي للأمن الغذائي التي قدمها جلالة الملك ريادية إبداعية، تحتاج الى انضاج ومثابرة، وهي محور بحث مفصل من خلال لجنتين الأولى في الديوان الملكي العامر والثانية برئاسة دولة الرئيس فيصل الفايز، وذلك حسب ما جاء في المقابلة التلفزيونية على فضائية المملكة والحديث المفصل لدولة الرئيس.

اذ تعتبر فكرة مبتكرة بامتياز، تأخذنا من العموميات التي غرقنا بها دون جدوى الى التخصص افقيا وعموديا في انتاج الغذاء، واستخدام كافة مواردنا لنصبح مركزا إقليميا متقدما، يساهم بتميز في الامن الغذائي العالمي، فضلا عن المنطقة، إضافة لتغطية احتياجاتنا المحلية وصولا للاكتفاء الذاتي في هذا المجال.

جوانب محفزة ظهرت تستحق التقدير وذلك بتوزيع الأراضي الزراعية وشبه الزراعية المملوكة للخزينة في مناطق الديسي ووادي عربة على كل من هو قادر ولديه الاستعداد للاستثمار الزراعي الناجح فيها، لتنتهي بإمكانية استملاكها له بعد عشر سنوات من استخدامها الحقيقي والمنتج "للزراعة" فيها.

بلا شك، هناك تحديات متعددة للمشروع، وقد تكون تحديات كبيرة، اذ انها مناطق هامشية زراعيا من حيث التربة والامطار وما لحقها من تصحر عبر ازمان وهي أيضا شبه خالية من السكان، وتحتاج الى اعداد وتجهيز بنية تحتية مناسبة للبدء بالمشروع، إضافة الى جوانب أخرى سوف تبرز عند البحث المعمق للمشروع ووضعه قيد التوزيع والتنفيذ.

ولكن عظم فكرة جلالة الملك ورياديتها والحاجة لها تجعل العقبات مذللة والتحديات قابلة للمعالجة سيما انها مناطق عرفت بتوفر المياه الجوفية واحواض على مستويات مقنعة للاستخراج والإنتاج الزراعي.

هناك دراسات كثيرة تناولت الموضوع، جرى اعدادها في سنوات مضت تناولت مناطق أخرى في المملكة، بحثت وعملت على تقييم الموارد الاقتصادية، وفي صلبها ما يتعلق بجوانب الغذاء والزراعة ومقوماتها منها دراسة مفصلة بعنوان " تقييم الموارد الاقتصادية في محافظتي الكرك والطفيلة" كنت قد اعددتها في أيار من عام 2004.

وأخيرا لا بد من الإشارة الى ملاحظات ومقالات ظهرت بعد مقابلة دولة رئيس مجلس الاعيان اشارت الى ان البعض يخشى ان يلاقي هذا المشروع مصير "سكن كريم" مشيرا الكاتب الى الفكرة العظيمة التي طرحها جلالة الملك في حينه ويضيف " ثم اختطفتها المصالح الفاسدة وافشلت جدواها الاجتماعية".

ولا اخال الا ان تلك الملاحظات مأخوذة بعين الاعتبار سيما ان هذه الفكرة تخص الوطن وأهله واقتصاده وتعني ان نضع الأردن على عتبات اقتصادية عالمية وإقليمية بإذن الله.