يبدو أن أضرار الحظر الشامل والذي فرض على الأردن كجزء من العالم وذلك بسبب جائحة كورونا، هذه الأضرار لا تتوقف على فئة معينة من المجتمع فحسب، ولا على قطاع دون غيره، غير أن هذه الأضرار بدت واضحة وبشكل كبير على طلاب المدارس والجامعات والمعاهد في المملكة.
غير أن الأطفال، هم الفئة الأكثر تضررا من الفئات، وذلك بسبب تعليق الدوام في المدارس الحكومية والخاصة منذ أكثر من شهر بعد بدء الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي، إضافة لتعليق دوام المدارس، منذ شهر آذار الماضي من العام الدراسي الماضي.
ويتضح الضرر الواقع على الأطفال، بعد تعليق الدوام في المدارس من خلال معاناة الكثير منهم من الفراغ الناتج عن عدم الذهاب للمدارس، الأمر الذي جعل الأطفال ينفرون، بل إن الكثير منهم بدأووا يتهربون من الدراسة، بعد أن اعتادوا على الجلوس في المنازل.
تعليق الدوام في المدارس الحكومية والخاصة، ورياض الأطفال في المملكة، إضافة لتعليق دوام الجامعات والمعاهد، وكليات المجتمع في الأردن حتى نهاية الفصل الدراسي الأول، والذي جاء كإجراء احترازي، نتيجة لارتفاع عدد الحالات المسجلة بفايروس كورونا، الأمر الذي تطلب من الطلبة الالتزام ببيوتهم، وذلك بعد أن أصبح التعليم عن بعد في المدارس والجامعات.
الحظر الشامل والذي كانت الحكومة الأردنية قد طبقته لفترة 3 اشهر مع بداية انتشار فايروس كورونا، اضافة للعزل والحظر الشامل الأسبوعي، والذي يتم تطبيقه نهاية كل أسبوع منذ ما يقارب شهر في كافة مناطق المملكة، والحظر المفروض على بعض المناطق وعزلها عن المناطق الأخرى، اوجد أيضاً حالة من الفراغ لدى الطلبة، وبخاصة الأطفال الأمر الذي دفعهم للتوجه للألعاب الالكترونية، واستخدام الأجهزة الخلوية وأجهزة الاي باد، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية.
هذا الأمر وبحسب اخر الدراسات العالمية، وبسبب استخدام الألعاب الإلكترونية، فإن الأطفال قد يصلون إلى مرحلة الإدمان عليها، وتبدو نتائج هذا الأمر من خلال الإبتعاد عن الدراسة، وعدم الإهتمام بتناول الطعام، إضافة للابتعاد عن الأهل والأصدقاء، والتعلق بهذه الألعاب، ومحتويات هذه الأجهزة.
غير أن نتائج الحظر الشامل، والتعليم عن بعد، هي أكثر بكثير من ذلك وبخاصة على الأطفال الذين باتوا يرفضون رفضا باتا الإقبال على الدراسة، خاصة ممن هم في مراحل رياض الأطفال، ولا يكاد يختلف الأمر كثيراً عند الطلبة في الصفوف الأخرى، حيث أن الضياع هو العنوان الأبرز في هذه المرحلة، بسبب عدم الاهتمام لدى فئة كبيرة منهم بالدراسة، ومتابعتها والاعتماد على الأهل حتى في تقديم الامتحانات، وحل الواجبات اليومية إن وجدت.
وكل هذه الأمور ستخلق حتماً جيلا جديدا لا يفقه معظمه شيئاً عن المواد الدراسية، وهذا سينعكس بالفعل سلباً على تحصيله العلمي في الصفوف التالية، وبذلك نكون قد حمينا هذه الأجيال القادمة من الإصابة بفايروس كورونا، غير أننا لم نحميهم من الضياع.