إذا امتَلأت كَفُّ اللَّئيمِ منَ الغِنى تمَايلَ إعجاباً وقال أنا أنا
ولكن كَريم الأصلِ كَالغصن كُلَّما تَحمّلَ أثماراً تواضعَ وانحَنى
استحضرتني هذه الأبيات الشعرية التي وصفت بأنها أجمل ما قاله العرب، وأنا أتابع خلال الأيام القليلة الماضية عدداً من المتشدقين بالحريات ومُدّعيها، الذين استباحوا الفضاء الإلكتروني لنشر خزعبلات لا تمت للواقع بصله والإساءة لهذا الوطن الجميل وكل ما فيه من قصص نجاح لدوافع وأسباب معلومة وغير معلومة.
خلال دراستي في أمريكا الشمالية تعلمت أهمية التفكير الناقد وعدم الأخذ بأي تصريح أو قول على أنه من "المسلمات"، وإنما يجب البحث والتقصي عن المصداقية للوصول إلى الحقيقة وعدم الوقوع في براثن التضليل الذي يبث في هذا الفضاء المفتوح غير الخاضع إطلاقاً لأية أنظمة أو قوانين وتشريعات، حيث ثبت أن الكثير مما ينشر هو مجرد تخيلات وأوهام لا تمت للواقع بصلة.
أقول هذا، وقد سمعت وتابعت عن كثب هجوم البعض من داخل وخارج المملكة على شركة البوتاس العربية هذا الصرح الشامخ الذي يعد بحق قصة نجاح ضربت جذورها محلياً وعربياً وحتى عالمياً، وبات القاصي والداني يتغنى بها وبإنجازاتها وبما قدمته وما زالت تقدمه لوطننا الغالي، حيث تفاجأت كما غيري بلا شك بالهجوم "غير المبرر" لعدد من أعضاء نقابة العاملين في المناجم / فرع البوتاس والادعاءات التي ساقوها دون اي دليل او ارتباط بواقع العمل الفعلي وانما فقط للإساءة لرئاسة مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية في الشركة" مما يدفع للتساؤل عن دوافع وتوقيت هذه التصريحات؟؟؟
لقد طرح هؤلاء الأعضاء مطالبهم الشخصية وكأنها "نزاع عمالي" حيث تناقلها بعض المتحذلقين والمعارضين وتم عرضها أمام الجمهور لغاية في نفس يعقوب، لكن المطلع على وثائق وزارة العمل يتبين له أن هناك اتفاقية عمالية بين نقابة العاملين في المناجم وشركة البوتاس العربية لا زالت سارية المفعول حتى نهاية العام الجاري، ولم يصدر عن الشركة ما يشير الى نيتها اتخاذ أي موقف سلبي من النقابة، لا بل أن الشركة وهي من الشركات القلائل التي صرفت كافة رواتب وامتيازات العاملين فيها في وقت اقتطعت الحكومة والكثير من شركات القطاع الخاص من رواتب موظفيها لمواجهة الجائحة.
أما الادعاء بوجود تجاوزت، فأود أن أوضح أن من أبسط القواعد القانونية في قانون الشركات هو أن أي شركة مساهمة عامة تكون مملوكة ومراقبة من قبل مجلس إدارة يمثل ملكية رأس المال، وهو من يقوم بتعيين المدقق المالي الداخلي والخارجي للشركة للتأكد من قانونية ونجاعة القرارات التي تتخذها ادارتها التنفيذية، كما يقوم المجلس بتقييم إنجازات هذه الإدارة خلال السنة المالية.
وفي حالة شركة البوتاس العربية ومن خلال الرجوع إلى بيانات سوق عمّان المالي، يتبين وجود شركاء دوليين في رأسمال الشركة ولهم ممثلون في مجلس الإدارة، تكون واجباتهم بل أبسطها التأكد من صحة القرارات المتخذة وكذلك تحقيق أرباح مقابل استثماراتهم، وهو ما حدث فعلاً حيث سجلت أرباح البوتاس في السنوات الأخيرة أرقاماً هي الأعلى في تاريخها مما يدلل على نجاعة القرارات التي تتخذها إدارة الشركة ممثلة برئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي.
على مدار 16 عاماً وتحديداً منذ العام 2003، كانت الإدارة التنفيذية لشركة البوتاس العربية محصورة بشريك أجنبي، إلا أن رئيس مجلس الإدارة معالي جمال الصرايرة نجح في نيسان من العام 2019 في "أردنة" الإدارة التنفيذية كاملةً، وتمكن في العام الذي قبله من جلب استثمار صيني للحلول محل الكنديين مما ساعد ويساعد الشركة بالتوسع الأفقي من خلال انشاء شركات تابعة أو حليفة جديدة تخلق فرص عمل للأردنيين، والتوسع العامودي بزيادة الأرباح والعوائد وبالتالي ارتفاع الوارد من مردود العملات الأجنبية وزيادة الاحتياطي الأجنبي للدولة من العملات الأجنبية.
وبمتابعة مساهمة الشركة في تنمية المجتمعات خلال هذا العام الاستثنائي تحديداً، نجدها الأعلى في تاريخها فمن انشاء المدارس والمستشفيات والطرق والحدائق في الأغوار إلى انشاء القاعات التدريسية في جامعة اليرموك وشراء أجهزة طبية للمستشفيات الأردنية كمستشفى الملك المؤسس ومركز الحسين لسرطان ومستشفى الكرك الحكومي وانشاء مرافق اجتماعية في العديد من محافظات المملكة وكذلك تقديم تبرع منقطع النظير لصندوق همة وطن بمجموع ٣١ مليون دينار.
هذا غيض من فيض من مساهمات الشركة التي غطت تبرعاتها مساحة المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، في وقت كثر فيه المتفرجون على الوطن وهو يئن تحت ضغوط جائحة كورونا.
أما على صعيد مزايا الموظفين، فتؤكد بيانات الشركة أن امتيازاتهم هي الأفضل والأعلى مقارنة مع أي شركة أو مؤسسة أخرى على الأرض الأردنية، ما يقودنا الى التساؤل عن الأسباب والدوافع وراء افتعال مثل هذا التشويش مع الشركة في مثل هذا الوقت ودون أي أساس قانوني أو مطلبي، رغم أن أبواب رئيس مجلس الإدارة أو الرئيس التنفيذي لم تغلق أمام أعضاء النقابة يوما ما!
يقولون إن الشمس لا تغطى بغربال، والانجاز هو الميزان والحَكّم لتقييم أي شخص وليس الجلوس على أريكة واطلاق العنان والتخيلات الجانحة والجامحة أمام الشاشة لاتهام شخوص وطنية بامتياز، تتحدث انجازاتهم عنهم دوماً..
ولا اعتقد انه يحق لأي كان أن يخاطب الأردنيين الساعين للحفاظ على وطنهم بعنجهية وتكبر ، بعد أن حصل على عطف الدولة وحلم الهاشميين بالاستضافة على حساب المال العام وتم استقباله بما يليق باسم الأردن لتحقيق استرحام انساني لرؤية والدته دون التعرض أو التعريض والتشهير به وما كان رد الجميل للوطن الا بان يستغل الفضاء "الفيسبوكي" للإساءة لكل ما هو جميل بوطننا من خلال التهويش لغايات نرجسية شخصية.