خلصت دراسة لجامعة اوكسفورد البريطانية إلى "وجوب القيام بإجراءات تخفيفية للحد من ارتفاع وتيرة الإصابة بفيروس كورونا في الأردن، كي يستطيع النظام الصحي التعامل بفاعلية مع المرض ومع المصابين بشكل يحفظ سلامة المواطن".
للأسف، الحكومة واللجنة الإطارية العليا لمكافحة فيروس كورونا ومؤسسات الدولة المعنية بمكافحة الوباء، خلصت إلى ضرورة أن يكون الحظر يوما واحدا في الأسبوع.
معلوم لدى الجميع أن الدارسات تُجرى على مجتمع ما بصفات معينة بظروف بيئية ومناخية مختلفة عن غيره، لا تكون متطابقة مع مجتمع آخر، فما يصلح هناك، حتمًا لا يصلح هنا.
وعندما أجرت جامعة اوكسفورد، دراستها تلك، كانت على مجتمع لديه ما لديه من صفات مقومات الدولة المتقدمة وقوة اقتصادية، خلصت إلى توصيات قد تُناسب ذلك المجتمع والمواطن الذي يعيش فيه، كي تؤتي أكلها.
لكن ليس بالضرورة أن تكون صالحة لمجتمعنا، فلا مناخ بلادنا يشبه مناخ بريطانيا، الموجودة فيها "اوكسفورد"، ولا اقتصادنا يُقارن باقتصادها، وكذلك مدارسها وجامعاتها وحتى وسائل الاتصالات والمواصلات وبناها التحتية في شتى المجالات، لا تشبه أبدًا ما هو موجود في بلادنا.
بل على العكس، قد تكون النتائج أكثر سلبًا، فالمجتمع الأردني لا يحتمل أي ضربة أو حتى صدمة لاقتصاده، المتهالك أصلًا، ناهيك عن أنه في مرحلة ركود، سيتبعها انكماش.
وللأسف مرة ثانية، اختارت الحكومة أن يكون ذلك اليوم هو يوم الجمعة.. وبعيدًا عن نظرية المؤامرة، والتي لا نُبالغ عندما نقول أصبحت إحدى متلازمات الشعب الأردني، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول اختيار هذا اليوم، الذي يُعتبر يوم الراحة لأكثر من تسعين بالمئة لأبناء الشعب الأردني.
وإذا قال قائل، إن هناك فئة معينة من الأردنيين يتواصلون أكثر في هذا اليوم، ويذهبون برحلات تنزه، نقول له إن هذه الفئة قليلة جدًا، وحتى لو قامت بعض العائلات برحلات تنزه، فهو أفضل فالهواء الطلق لا يكثر فيه الفيروس اللعين، كما يكون داخل البيت أو الغرفة الواحدة.
لماذا يوم الجمعة بالذات؟، ما كان يُضير الحكومة لو جعلت يوم الحظر، السبت مثلًا، مع أنني والكثير ضد أي حظر.. فالحظر يوم السبت، الذي هو أيضًا عطلة أسبوعية للقطاع الحكومي باستثناء قطاعات معينة، له فوائد أكثر، فهو يُخفف النفقات الحكومية في المؤسسات والدوائر التي تعمل في هذا اليوم، من إنارة وطاقة ووقود للسيارات الحكومية، وضيافة، وما أكثرها في مؤسساتنا الحكومية.
وللأمانة، يُحسب لهذه الحكومة أنها استثنت ساعة واحدة من يوم الجمعة، كي يتمكن الأردنيون من أداء صلاة الجمعة وحضور خطبتها، التي لطالما كانت تُدافع عن سياسات حكومات متعاقبة، مهما كانت.
السؤال الأهم، لماذا الحظر، أيًا كان نوعه أو توقيته؟، فالكثير من الخبراء، ومنهم أعضاء في اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، يؤكدون عدم فعالية الحظر ليوم أو يومين أو حتى أسابيع، في ظل انتشار هذه الجائحة.. كان من الأولى تهيئة الشعب بضرورة التعايش مع هذا الوباء، خصوصًا في ظل معلومات تُفيد بأنه قد يمتد لأشهر أو عام أو عامين، مع ضرورة الالتزام بالاشتراطات الصحية من قبل الجميع.