أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمرا ملكيا بتعيين الدكتورة حنان الأحمدي، بمنصب مساعد رئيس مجلس الشورى، وذلك لتصبح أول امرأة سعودية تتقلد هذا المنصب في المملكة العربية السعودية. حيث علقت الدكتورة الاحمدي بالقول:

" ان صدور الأمر الملكي بتعييني مساعداً لرئيس المجلس يمثل تشريفاً وتتويجاً ودعما للمرأة السعودية، وأتطلع بمشيئة الله أن أكون عند هذه الثقة الكريمة، وأن أستطيع الوفاء بمسؤوليات هذا الموقع المهم الذي يجسد ما يوليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد من دعم واهتمام للمرأة السعودية، وحرصهما - أيدهما الله - على تفعيل مشاركتها في صنع القرار الوطني وتعزيز مشاركتها في التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في المجالات كافة."

يأتي هذا المرسوم الملكي بتعين سيدة سعودية على أعلي قمة الهرم التشريعي في المملكة العربية السعودية انسجاماً مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠، والتي تضمنت مع برنامج التحول الوطني لعام ٢٠٢٠، تشجيع المشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل وتنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعها واقتصاد بلادها وركزت على إعطاء النساء نصيبًا كبيرًا من التمكين والإنصاف لتعزيز دورها في جميع المجالات. لا بل لا زالت المرأة السعودية تتطلع الى الحصول على المزيد من الفرص والمناصب القيادية في القطاعين الحكومي والخاص للمساهمة في تجسيد دور المرأة السعودية في مسيرة التنمية نحو مجتمع متكامل.

في ضوء هذه الرؤيا و التي اطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، حصلت المرأة السعودية على اهتمام خاص من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ، و بدأت تأخذ مكانها الصحيح في كافة المجالات على الساحة السعودية ، لا بل اخذت دورها الى جانب شقيقها الرجل السعودي يداً بيد متطلعة الى خلق مجتمع سعودي يضاهي المجتمعات المتقدمة في العلم و المعرفة و السياسة و الدبلوماسية و الاقتصاد و العلوم الاجتماعية ، الى ان وصلت الى قمة المنابر سوآء على المستوى الوطني او المستوى الدولي .

وقد اثبت المرأة السعودية منذ عدة سنوات حضوراً متميزاً على الساحة الدولية، حيث كانت أول مبتعثه سعودية " الدكتورة ثريا عبيد "، حيث تولت منصبًا قياديًا رفيعًا هو المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث أدارته بكفاءة ونشاط كان محط ثناء المنظمة الدولية والعاملين فيه. وها هن السعوديات حاضرات في خدمة وطنهن بتعيين أول سفيرة للمملكة العربية السعودية هي صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفيرة لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، لتكون بذلك انموذجا صادقًا لثقة القيادة الحكيمة بإمكانات وقدرات عطاء المرأة السعودية في كافة المحافل في ظل تمكين ابنة الوطن البارّة اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا وثقافيًا من القيام بأدوار عديدة منتظرة منها وفقًا لضوابط الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية السعودية الأصيلة.( مقالي المنشور في عمون الغراء بتاريخ ٢٦/٢/٢٠٢٠بعنوان : واشطن تستقبل اول سفيرة سعودية ) .

هذا قد حقّقت المرأة السعودية نجاحاً غير مسبوق في مجالات متعددة، وقدمت العديد من الإنجازات والأبحاث العلمية والخدمات الصحية والتعليم وتمثيل وطنها في العالم ودورها الدبلوماسي والبرلماني الذي بدأ يَبرز في فعاليات حوارية مختلفة، ومشاركتها من خلال عملها ضمن الوفود في المؤتمرات والمحافل الإقليمية والدولية وفوزها في عشرات المقاعد بين الوزارات ومجلس الشورى والمجالس البلدية والغرف التجارية والجامعات والبعثات الدبلوماسية للملكة العربية السعودية والهيئات الدولة التابعة للأمم المتحدة.

ويأتي المرسوم الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله يوم الاحد الموافق ١٨/١١/٢٠٢٠ بتعيين الدكتورة حنان بنت عبد الرحيم بن مطلق الأحمدي مساعدًا لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أول امرأة تتولى هذا المنصب. ضمن الاهتمام الخاص الذي توليه القيادة السعودية لدور المرأة السعودية. ولتمكين المرأة بتقلدها المناصب القيادية في مختلف المجالات، وتعبيرا عن الثقة الملكية الكاملة بالمرأة السعودية وأنها على قدر المسؤولية للقيام بجهود نوعية في أي منصب تتولاه.
والدكتورة الأحمدي أكاديمية سعودية متخصصة في مجال الاقتصاد والإدارة الصحية، وتمتلك خبرات طويلة في مجال العمل البرلماني، حيث كانت من بين الدفعة الأولى من النساء اللواتي تم تعيينهن في مجلس الشورى لأول مرة في كانون الثاني عام ٢٠١٣. وتحمل درجة الدكتوراه في الإدارة الصحية من كلية الدراسات العليا في الصحة العامة من جامعة بتسبرغ ببنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية. ولها العديد من المؤلفات والأبحاث والمشاركات العلمية والبحوث في مجال إدارة الخدمات الصحية والقيادة الإدارية، من بينها كتاب "سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية "، و"الدور القيادي للمرأة".
وما زالت إنجازات المرأة السعودية تتواصل، واثبت المرأة السعودية انها قادرة على التميز في كافة المجالات وذلك بفضل الدعم اللا محدود من القيادة السعودية الحكيمة.
ان ما حصلت علية المرأة السعودية من إنجازات ومواقع متقدمة في اهم المراكز والمواقع القيادية سواء على المستوى الوطني او الدولي هو مجال فخر واعتزاز ليس فقط للمرأة السعودية فحسب، وانما ايضاً مجال فخر واعتزاز وقدوة حسنة للمرأة العربية والمرأة المسلمة.

السفير الدكتور موفق العجلوني/ المدير العام لمركز فرح الدولي للدراسات والابحاث الاستراتيجية