أهمية الاستجابة لمخاطر الأمن الغذائي محليا وعالميا
23-10-2020 02:06 AM
اوضح جلالة الملك عبد الله الثاني في حوار بورلوغ الذي تنظمه مؤسسة جائزة الغذاء العالمية أهمية دورة حياة الغذاء في مراجعة أثر الاستدامة على الأمن الغذائي في الدول النامية ودول العالم وتأثير جائحة كورونا والحجر الصحي وما تسبب به من مخاطر من عدم كفاية الغذاء والخوف من حدوث أزمات نقص التغذية.
وحيث أنه ما يقدر بنحو 113 مليون شخص حول العالم يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي المزمن .
ذكرت دراسة Elsahoryi et al. (2020)،و التي هدفت إلى تقييم آثار فيروس كورونا على الأمن الغذائي للأسر في الأردن و وضحت تحديدا أن نسبة الأمن الغذائي ومستويات انعدام الأمن الغذائي أثناء الحجر الصحي ، وتحديد العوامل المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي ، وتحديد في المجموعات الغذائية الرئيسية حيث أظهرت الدراسة أن نسبة 23.1٪ يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد ، وأن الحجر الصحي كان له تأثير ملموس على مستويات الأمن الغذائي للسكان في الأردن وينبغي . وضع استراتيجيات متعلقة بمستويات الأمن الغذائي والتي ليست مرتبطة فقط بدخل الأسر بل أيضا بالتي لا يتوفر لديهم منازل . حيث أن فيروس كورونا يؤثر على الأمن الاجتماعي والاقتصادي والأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم. وأن تأثير الفيروس على من ندرة فرص الأمن الغذائي غير واضح. وأفاد إطار عمل الأمم المتحدة للاستجابة الاجتماعية والاقتصادية الفورية أن زيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي وعدم المساواة على النطاق العالمي. من المرجح أن يسبب فيروس كورونا زيادة في الفقر وانعدام الأمن الغذائي التي تسعى الاستدامة لجعله أولوية قصوى لمكافحته .
و أنه من المهم تحقيق الأمن الغذائي العالمي كنموذج مستقبلي بديل رغم اعتباره نقطة عمياء وذو علاقة ضعيفة وإيجابية مرتبطة بين استخدام المزارع والأرض و بين دخل المزارعين
والأمن الغذائي Schleifer & Sun (2020).ذلك أن فكرة توافر الغذاء بل و تعزيز وتركيز مفهوم الاستكشاف المستقبلي لأمن الغذاء والوصول إلى الغذاء من قبل مجموعة من السيناريوهات حسب 2020).(van Meijl et al., لتطوير مشاريع مستقبلية بديلة تعمل على تطبيق المساواة والاستدامة من خلال المساواة الحصصية للغذاء سوف يعمل على تحسين الأمن الغذائي على نطاق أوسع من مؤشرات الأمن الغذائي وإهمال بُعد الاستدامة المتعلقة بالآثار الاجتماعية والاقتصادية الأوسع والتي قد تؤدي إلى عكس مكاسب الأمن الغذائي بمرور الوقت.
وتوضح دراسة Workie et al., (2020) أنه مع زيادة حالات COVID-19 في جميع أنحاء العالم ، من المحتمل أن تتوقف سلاسل الإمداد الغذائية و الزراعية . و أن عدم التوازن في الإمدادات الغذائية يتم زيادته من خلال الشراء الغير منظم والعشوائي من قبل المستهلكين الذي يتوقعون ندرة الإمدادات أثناء عمليات الإغلاق التي أدت إلى زيادة الطلب على الغذاء لأن الناس ينفقون المزيد من المال لتخزين الإمدادات الغذائية، و تليها تغييرات جذرية في سلوك المستهلك. وإن تناقص الطلب عن طريق انخفاض القوة الشرائية سيؤثر أيضًا على قدرة المنتجين على الاستثمار في منتجاتهم وسيزيد من استنزاف إنتاج الغذاء تعتمد البلدان المتقدمة على الإمدادات التي تقدمها الدول الأخرى (البلدان النامية بشكل أساسي) وأن الإمدادات الغذائية تؤثر بشكل مباشر على ضمان أهداف التنمية المستدامة ، أي القضاء على الفقر والقضاء على الجوع .ذلك أنه يتعين على البلدان النامية حماية الأفراد الضعفاء مثل أصحاب الأجور والعمال الذين لا يملكون أرضًا والقطاعات التي تعاني من سوء التغذية في المجتمع بما في ذلك النساء والأطفال ضد الوباء حتى تكون على المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حتى أن الية التوريد التجارية للدول المصدرة لأساسيات الغذاء اختلفت ،ومثال على ذلك روسيا (القمح) وكازاخستان (القمح) وفيتنام (الأرز) وكمبوديا (الأرز) ، قد خفضوا الصادرات لضمان حصول بلدانهم على إمدادات كافية للتعامل مع الوباء (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ، 2020). وهذا حيث أن الخوف الان على الدول المستهلكة من حصول أزمة غذاء عالمية كما حدث في عام 2008.
وأيضا اعتمدت الصين على فكرة زيادة مساحة الزراعة لزيادة تلبية الطلبات والمخزون الغذائي الزراعي للوصول إلى معدل اكتفاء ذاتي عالي لضمان الإمداد الكافي للسكان رغم انخفاض الوراد والاعتماد على الاستيراد إلا أن المهم هو لديهم هو عدم انقطاع الإمداد الغذائي الغير الكافي والذي سوف يؤثر على حياة الناس . ومثال على ذلك فول الصويا حيث أعتمد على سياسة زيادة معدل الاكتفاء الذاتي حلاً أساسيًا لحل الاعتماد على استيراد فول الصويا. المفتاح لزيادة زراعة فول الصويا هو جعل زراعة فول الصويا مربحة وبناء سلسلة زراعة فول الصويا المستدامة مساحة زراعة فول الصويا المحتملة في الصين تبلغ 164.3 مليون هكتار. إذا منع تفشي المرض الصين من استيراد فول الصويا ، فستحتاج إلى زيادة مساحة زراعة فول الصويا بمقدار 6.9 مرة لتلبية الطلبات. في غضون ذلك ، سينخفض معدل الاكتفاء الذاتي من الحبوب إلى 63.4٪ ، مما سيؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي. ستؤدي كل وحدة إضافية من إنتاج فول الصويا إلى تقليل 3.9 وحدة من إنتاج الحبوب ، وستؤدي زيادة بنسبة 1٪ في معدل الاكتفاء الذاتي من فول الصويا إلى انخفاض بنسبة 0.63٪ في معدل الاكتفاء الذاتي من الحبوب. بدون التضحية بمعدل الاكتفاء الذاتي من الحبوب ، فإن معدل الاكتفاء الذاتي من فول الصويا يقتصر على 42٪. وبالتالي ، ستظل الصين بحاجة إلى استيراد أكثر من 68٪ من حجم الواردات الحالية من فول الصويا. (Yao et al., 2020)
لذلك ينبغي تحويل الأزمة الحالية إلى فرصة للتغيير الهيكلي العالمي. تحتاج الحكومات إلى التركيز على إنقاذ الأرواح مع تقليل الاضطراب في الحياة اليومية للمجتمعات. قد يمتد تأثير انعدام الأمن الغذائي الذي تفاقم
بسبب COVID-19 إلى ما بعد فترة الوباء إذا لم يتم دعم الفئات الضعيفة والفقيرة للحصول على الغذاء. من خلال :
• توفير برنامج المساعدة الغذائية ،و توفير مبلغ ثابت من التحويلات النقدية لتلبية احتياجات معيشتهم الأساسية، والاهتمام بإدارة سلسلة التوريد خصوصا في الإمدادات الغذائية والمخزون الغذائي والتي واجهت غالبية الدول النامية انقطاعًا بها أثناء الوباء ، والاستفادة من التكنولوجيا من خلال زيادة المعلومات ، وتطبيق اللامركزية على النظام الغذائي : أي تعزيز نظام غذائي لامركزي لجعل الاقتصاديات الناشئة تعتمد على نفسها وتحمي نظامها الغذائي المحلي. وسيساعد هذا أيضًا في تسهيل تحقيق نظام غذائي أكثر صحة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة تطبيق سياسة التجارة العادلة: التخفيف التدريجي للضريبية على السلع الضرورية على الواردات الغذائية ينبغي تخصيص أموال عامة لدعم المزارعين المحليين وتحسين سلسلة التوريد بحيث تكون إنتاجية المحاصيل المحلية في متناول الجميع أكثر من تلك المستوردة. إن تأثير هذه الجائحة مماثل لتأثير كارثة طبيعية ، وهو بالتالي سبب مبرر لوضع استراتيجيات جديدة للوقاية والحد من المخاطر. لإنعاش القطاع الزراعي، والذي من المتوقع أيضًا أن ينعش الاقتصادات وبالتالي تحويلها إلى الاعتماد على الذات
. (Workie et al., 2020)
• واعتبار تحديات الأمن الغذائي والتغذية فرص لمنهاج نظام جديد خصوصا مع الدول التي لديها اضطرابات سياسية (مثل سوريا) حيث يكون النقل والإمداد صعبًا حتى في غياب المرض والتباعد الاجتماعي. الدول التي تعاني من انخفاض كبير في قيمة عملتها والتي تعاني من انهيار أسعار السلع الأساسية الأخرى هي أكثر عرضة للأزمة الوبائية (شبكة معلومات الأمن الغذائي، 2020). والأهم في عرض منهاج الأنظمة في تحسين الوصول إلى النظم الغذائية الصحية والقدرة على تحمل تكاليفها بشكل أكثر فعالية ، مما يساهم في تحسين حالة الأمن الغذائي والتغذية للسكان. (Kawabata et al., 2020)
• ومن المهم أيضا توضيح فكرة تنويع المزارع كاستراتيجية تكيف مع الأزمات وانعكاساتها على الأمن الغذائي بسبب محدودية الفرص غير الزراعية في المناطق الريفية في دول العالم النامي ، إلى جانب النمو السكاني، تعني أن الزراعة ستستمر في لعب دور مهيمن كمصدر لكسب العيش في هذه المناطق من شأنها تحسين الإنتاجية والقدرة الزراعية والاهتمام بالمعلومات المناخية وهي عامل نجاح رئيسي لكل من الثروة الحيوانية وتنويع المحاصيل لضمان مقياسين للأمن الغذائي: الإنفاق الغذائي والتنوع الغذائي فيما يتعلق بالأمن الغذائي ، حيث يؤدي التنويع الأكبر في إنتاج المحاصيل أو الثروة الحيوانية إلى نتائج أعلى للأمن الغذائي ، ذلك أن المستوى الأعلى العام للتنويع في كل من مشروعات الثروة الحيوانية والمحاصيل هو السائد في تفسير نتائج الأمن الغذائي. (Mulwa & Visser, 2020)
• وإضافة لذلك فلقد اهتمت دراسة Arndt et al.( 2020)في توضيح أن عمليات الإغلاق بسبب Covid-19 قد تسببت بفقدان التوازن بين توزيع الدخل والأمن الغذائي لذلك توجهت إلى فكرة سياسات دعم الأسر ذات الدخل المنخفض بشكل كبير عن طريق دعم من الحكومة. وأن الاهتمام بالصحة العامة و دراسة توزيع الدخل والأمن الغذائي وأهمية تقليل الفاقد من الغذاء للوصول إلى أهداف الأمن الغذائي والبيئية ما بين توفره محليا وإمكانية الوصول إلى الغذاء واستخدامه استخدام الأراضي الزراعية يعد من أقوى التأثيرات على الأمن الغذائي والبيئة تقع في المناطق ذات الدخل المنخفض ومرحلة سلسلة التوريد والقطاع الذي يساهم بشكل أكبر في تحسين التغذية والاستدامة (Kuiper & Cui, 2020)،ويضيف موسى الساكت وهو مؤسس صنع في الأردن أن اهم محاور الامن الغذائي هو تحقيق ؛ القدرة، والوفرة، والجودة والسلامة وتحتوي هذه المحاور على أكثر من 30 مؤشر فرعي منها قدرة المزارعين على الحصول على التمويل، البنية التحتية، وجود خطة استراتيجية وطنية .
*الكاتبة باحثة في إدارة مخاطر سلاسل التوريد .