القوات السيبرانية والبعد الخامس 1/2
د. حازم قشوع
23-10-2020 01:09 AM
القوات السيبرانية هي نوعية قوات جديدة ذات طابع تسليح معرفي ومنظومة عمل علمية تجمع ما بين الامن المعلوماتي والامن الوجاهي في اطار معرفي دفاعي وهجومي قادرة على تحديد الاهداف والاتجاهات وذات قدرة على الاختراق ومقدرة على حماية المنشآت والوقاية الامنية والمدنية للشبكات الناظمة والتفاعلية، وهي قوات ذات اختصاص معرفي وذات نوعية مدربة تستهدف بناء منظومة سبرانية ذاتية تقوم على الوقاية والاختراق، من اجل الوطن وسلامة مواطنيه ومنشآته.
وتعتبر القوات السيبرانية هي القوات الخامسة في الجيوش بعد القوات البرية والبحرية والجوية والفضائية، تدخل القوات السيبرانية لتكون العنوان الاهم بين هذه القوات، وذلك من واسع قدرتها على تنفيذ عمليات دفاعية وهجومية دون الدخول باشتباكات مواجهة وجاهية او حتى بظروف عمليات تقديرية استخبارية تقليدية، فان طبيعية العلوم السيبرانية قادرة على تحقيق اختراق معلوماتي والحصول على معلومات والدخول الى الشبكات الناظمة وتعطيلها باستخدام تقنيات علمية معرفية تقوم على تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي وتوجيهها الى الأهداف الكامنة، التي تم الحصول على نقاط الضعف والاختراق في شبكاتها المتفاعلة والعاملة.
وهذا ما يمكن متابعته عندما قامت روسيا الاتحادية اثناء معركتها مع اوكرانيا من قطع منظومة الاتصالات الجوية عن مطار اوكورونيا وقطع امدادات الكهرباء ايضا في كييف، فان استهداف البنية التحتية الحرجة تعتبر من اهم الاستهدافات التي يمكن اختراقها وتعطيلها كالمطارات وشبكة الكهرباء ومنظومة النقل، وشبكة البنوك ومصافي البترول والموانىء وحتى المنظومة الصحية وتركيبات الادوية ومستويات الضغط ودرجة الحرارة، وهنا نتحدث عن صناعة فيروسات افتراضية وليست بيولوجية.
وكما توجد اجهزة ادوات دفاع تقوم على حماية المؤسسات فانه لا بد ان يكون لديها ادوات هجوم قادرة على مهاجمة منظومة الخصم من واقع مهاجمة البنية التحتية الحرجة باستخدام malware، وهي اكواد برمجية خبيثة تقوم على تدمير المنظومة او العبث في المعلومات وذلك اما في اختراق او تعطيل او ترحيل الملفات، من هنا تاتي اهمية اتباع سلسلة الامان المعرفي والذي يقوم حول ثلاثة عوامل رئيسة والتي يصطلح عليها بمنظومة العمل الخاصة cia والتى تقوم على سرية المعلومات، وسلامة البيانات، واتاحة الخدمة.
(الدستور)