الإعلام فعالية غائية، نحن نتصل لنؤثر ولنحقق أهدافا محددة، فيجب ان تكون الأهداف واضحة ومحددة ومفهومة من جانب المشاركين في العملية الإعلامية كافة، ويجب ان تكون واقعية ، وتتناسب مع الإمكانات المتوفرة ومع الظروف الذاتية والموضوعية ، كما يجب ان تكون الأهداف موضوعية وشديدة الارتباط بالواقع الملموس .
هنا تبرز خطورة إحلال الشعارات محل التفكير ، وخطورة التمسك بصيغ عامة وضعت في عصر آخر لمواجهة ظروف مختلفة، ويجب ان تملك الأهداف سمة الشرعية والقابلية للتحقيق والتنفيذ وهنا تبرز خطورة تعبئة الجماهير " خاصة اثناء الازمات " وراء أهداف لا يمكن تحقيقها وخطورة ان تبرز إمكانية استخدام التعبئة وسيلة لإخضاع الجماهير لأشراف مركزي بيروقراطي .
تنقسم الأهداف المراد تحقيقها في الإعلام إلى عدة أنواع منها ما يعتمد معيار الدرجة فهناك أهداف عامة وأهداف تفصيلية او ثانوية، ووفق الطبيعة هناك أهداف ثابتة غير خاضعة للنقاش وهناك أهداف مرنة قابلة للنقاش وقابلة للتغيير حسب متطلبات الموقف، ووفق المدة الزمنية ، هناك أهداف طويلة الأمد ومتوسطة وقصيرة الاجل .
اما حسب معيار المجال الجغرافي فتنقسم الأهداف في مجال الإعلام إلى داخلية وخارجية غالبا ما يكون هدف الإعلام الموجه الى الداخل اثناء الازمة توضيح الموقف وتحصين المواطن وتمتين الجبهة الداخلية وتفنيد دعاية الخصم وإعطاء الثقة بالنصر، اما أهداف الإعلام الموجه الى الخصم فغالبا ما تكون زرع بذور الخلاف في جبهة الخصم وتفكيك قواه، والتشكيك في إمكاناته وقناعاته، وفي هذا الصدد يجب على القيادة الإعلامية الانتباه الى مسألة التنسيق بين مصداقية الإعلام الموجه للخصم ومصداقية الإعلام الموجه للصديق .